الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }

{ قال } أصله (قول) فانقلبت الواو الفاً لحركتها وانفتاح ما قبلها.

أخبر الله تعالى عن الملأ من قوم نوح. وقيل في معنى الملأ قولان:

أحدهما - أنهم الجماعة من الرجال سموا بذلك لأنهم يملؤن المحافل.

والثاني - أنهم الاشراف، وقيل: الرؤساء، لأنهم يملؤن الصدر بعظم شأنهم، ومنه قوله (صلى الله عليه وسلم) أولئك الملأ من قريش. والقوم يقال لمن يقوم بالأمر، ولا نسوة فيهم - على قول الفراء - وهو مأخوذ من القيام.

وإِنما سموا بالمصدر، كما قال بعض العرب اذا أكلت طعاماً أحببت نوماً وابغضت قوماً أي قياماً.

وقوله { إِنا لنراك } قيل في معناه ثلاثة أقوال:

أحدها - انه من رؤية القلب الذي هو العلم.

الثاني - من رؤية العين، كأنهم قالوا نراك بأبصارنا على هذه الحال.

الثالث - أنه من الرأي الذي هو غالب الظن وكأنه قال: إِنا لنظنك.

وقوله { في ضلال مبين } أرادوا بالضلال ها هنا العدول عن الصواب الى الخطأ فيما زعموا مخالفتهم إِياه فيما دعاهم اليه من اخلاص العبادة لله تعالى.

و { مبين } أي بين ظاهر.