قيل في القائل لهذا القول الذي هو { أهؤلاء الذين أقسمتم } قولان: احدهما - قال الحسن وابو مجلز والجبائي واكثر المفسرين: انهم اصحاب الاعراف يقولون للكفار مشيرين الى اهل الجنة { أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة } وهذا يدل على ان الواقفين على الاعراف هم ذووا المنازل الرفيعة والمراتب السنية. الثاني - انه من قول الله تعالى في اصحاب الاعراف. وقوله { أهؤلاء } مبتدأ وخبره { الذين أقسمتم } ولا يجوز ان يكون { الذين } صفة لهؤلاء من وجهين: احدهما - ان المبهم لا يوصف الا بالجنس. والآخر - انه يبقى المبتدأ بلا خبر. ويجوز نصب { هؤلاء } بالفعل في { أهؤلاء الذين أقسمتم } ولا يجوز مع { الذين أقسمتم } لان ما بعد الموصول لا يعمل فيما قبله، لانه من تمام الاسم. والاقسام تأكيد الخبر تقول: والله وتالله، للقطع عليه او ليدخل في قسم ما يقطع به العمل عليه. وقوله { لا ينالهم الله برحمة } فالنيل هو لحوق البر. واصله اللحوق، تقول: نلت الحائط اناله نيلا اذا لحقته. وقوله { ادخلوا الجنة } أمر بدخول الجنة للمؤمنين. وقوله { لا خوف عليكم } فالخوف هو توقع المكروه، وضده الامن وهو الثقة بانتفاء المكروه { ولا أنتم تحزنون } معناه ادخلوا الجنة، لا خائفين ولا محزونين، وفائدة الآية تقريع الزارئين على ضعفاء المؤمنين حتى حلفوا أنهم لا خير لهم عند الله، فقيل لهم { ادخلوا الجنة } على اكمل سرور وأتم كرامة.