الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ }

قرأ ابن ذكوان وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب { تخرجون } بفتح التاء وضم الراء. الباقون بضم التاء وفتح الراء. من قرأ بضم التاء، فلقولهأنكم مخرجون } وقولهكذلك نخرج الموتى } ومن فتح التاء، فلاجماع الكل في قولهثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون } بفتح التاء ولقولهإلى ربهم ينسلون } فأسند الفعل اليهم، ولانه اشبه بما قبله من قولهفيها تحيون وفيها تموتون } وكما قالكما بدأكم تعودون } اضاف الفعل اليهم.

وفي الآية اخبار من الله تعالى وحكاية عما قاله لآدم انكم تحيون في هذه الارض التي تهبطون اليها، وفيها تموتون، ومنها تخرجون، للبعث يوم القيامة. قال الجبائي في الآية دلالة على ان الله (عزَّ وجلَّ) يخرج العباد يوم القيامة من هذه الارض التي حيوا فيها بعد موتهم، وانه يفنيها بعد ان يخرج العباد منها في يوم الحشر، واذا أراد افناءها زجرهم عنها زجرة فيصيرون الى ارض اخرى وهذا معنى قولهفإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة }