الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلاۤ أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ }

هذا عطف على الاية الاولى، فكأنه قال قل وليي الله القادر على نصرتي عليكم وعلى من اراد بي ضرّاً. والذين تتخذونهم انتم آلهة لا يقدرون على ان ينصروكم ولا أن يدفعوا عنكم ضررّاً. ولا يقدرون ان ينصروا أنفسهم ايضاً لو ان إنساناً اراد بهم سوءاً من كسر او غيره.

وإنما كرر هذا المعنى لأنه ذكره في الاية التي قبلها على وجه التقريع، وذكره ها هنا على وجه الفرق بين صفة من تجوز له العبادة ممن لا تجوز، كأنه قال: إن ناصري الله ولا ناصر لكم ممن تعبدون.

وانما قال تدعون من دونه وهم يدعونهم معه، لأن معنى من دونه من غيره ومع ذلك فانه بمنزلة من افرد غيره بالعبادة في عظم الكفر والشرك.