الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ هَـٰؤُلاۤءِ مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

في هذه الآية حكاية عما قال موسى (ع) لقومه حين سألوه أن يجعل لهم إِلهاً بعد أن قال لهم { إِنكم قوم تجهلون } ما يجوز أن يعبد وما لا يجوز وأنه أخبرهم { أن هؤلاء متبر ما هم فيه } يشير فيه الى العابد والمعبود من الأصنام ومعناه مهلك، فالمتبر المهلك المدمر عليه، والتبار الهلاك، ومنه قوله تعالىولا تزد الظالمين إِلا تباراً } ومنه التبر للذهب سمي بذلك لأمرين: أحدهما - أن معدنه مهلكة، وقال الزجاج: يقال لكل أناء متكسر متبر، وكسارته تبره.

وقوله تعالى { وباطل ما كانوا يعملون } فالبطلان انتفاء المعنى بعدمه، وبأنه لا يصح في عدم ولا وجود. والمعنى في بطلان عملهم أنه لا يعود عليهم بنفع ولا يدفع ضرر، فكأنه بمنزلة ما لم يكن من هذا الوجه، والعمل إِحداث ما به يكون الشىء على نقيض ما كان، وهو على ضربين: أحدهما - إِحداث المعمول. والآخر - إِحداث ما يتغير به.

و { هؤلاء } أصله أولاء ادخلت عليه (هاء) التنبيه، وهو مبني لتضمنه معنى الاشارة المعرفة، وهو مع ذلك مستبهم استبهام الحروف، إِذ هو مفتقر في البيان عن معناه الى غيره.