الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ ٱلْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } * { لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ }

آية في المدنيين والبصري وآيتان في الكوفي، آخر الاولى { بوكيل }.

قوله تعالى { وكذب به قومك } أي بما صرف من الآيات التي ذكرها في الآية الاولى - في قول البلخي والجبائي - وقال الازهري: الهاء راجعة الى القرآن. ثم أخبر تعالى، فقال { وهو الحق } وأمره أن يقول لقومه { لست عليكم بوكيل } أي لم أؤمر بمنعكم من التكذيب بآيات الله وان أحفظكم من ذلك وان أحول بينكم وبينه، لان الوكيل على الشىء هو القائم بحفظه، والذي يدفع الضرر عنه.

وقال البلخي: هذه نزلت بمكة قبل أن يؤمر بالقتال، ثم امر فيما بعد ذلك. وأمره ان يخبرهم ان { لكل نباء } يخبرهم به { مستقر } وهو وقته الذي يعلمون فيه صحة ما وعدهم به وحقيقته، وذلك عند كون مخبره، اما في الدنيا، واما في الآخرة { وسوف تعلمون } فيه تهديد لهم بكون ما أخبرهم به من العذاب النازل بهم في الدنيا والآخرة، ووقت كون هذا العذاب هو مستقر الخبر. وقال بعضهم: أنبأه الله بالوقت الذي يظفره فيه بهم. وقال الزجاج يجوز أن يكون اراد وقت الاذن في محاربتهم حتى يدخلوا في الاسلام أو يقبلوا الجزية ان كانوا أهل كتاب.

وقوله: { وكذب به قومك } المراد به الخصوص، لان في قومه جماعة صدقوا به، وهو كما يقول القائل: هؤلاء عشيرتي، يشير الى جماعة وان لم يكونوا جميع عشيرته.