الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ } * { فَاكِهِينَ بِمَآ آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } * { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ }

لما اخبر الله تعالى عن حال الكفار وما أعد لهم من أليم العقاب، اخبر أيضاً بما أعده للمؤمنين المتقين من أنواع الثواب فقال { إن المتقين } الذين يجتنبون معاصي الله خوفاً من عقابه { في جنات } أي بساتين تجنها الاشجار { ونعيم فاكهين بما آتاهم ربهم } أي متنعمين بما أعطاهم ربهم من أنواع النعم وقال الزجاج: معنى { فاكهين } معجبين بما آتاهم. وقال الفراء: مثل ذلك { وقاهم ربهم } أي منع عنهم عذاب الجحيم. والفاكه الكثير الفاكهة، كقولهم لابن وتامر أي ذو لبن وذو تمر. والفكه المسرور بأحواله كسرور آكل الفاكهة بفاكهته.

وقوله { متكئين على سرر مصفوقة } قيل متكئين على النمارق وهي الوسائد إلا انه حذف ذكرها. والمعنى (عليه)، لأنه أصل الاتكاء، وتقديره متكئين على النمارق الموضوعة على السرر، وهو جمع سرير. وقوله { مصفوقة } أي مصطفة. وقوله { وزوجناهم بحور عين } فالحور البيض النقيات البياض في حسن وكمال، والعين الواسعة الأعين في صفاء وبهاء، والمعنى قرنا هؤلاء المتقين بالحور العين على وجه التنعيم لهم والتمتيع.