الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَىٰ ٱللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

الألف في قوله { أفلا } الف إِنكار وأصلها الاستفهام، لأنه لا يصح للسؤال جواب عن مثل هذا فيكون حينئذ تقريعاً لهم وإِنكاراً عليهم ترك التوبة وإِنما دخلت { إلى } في قوله: { يتوبون إلى الله } لأن معنى التوبة الرجوع الى طاعة الله، لأن التائب بمنزلة من ذهب عنها ثم عاد اليها، وقد بينا فيما مضى أن التوبة طاعة يستحق بها الثواب، فأما إِسقاط العقاب عندها فهو تفضل من الله غير واجب.

والفرق بين التوبة والاستغفار أن الاستغفار طلب المغفرة بالدعاء أو التوبة أو غيرهما من الطاعة. والتوبة الندم على القبيح مع العزم على أن لا يعود إِلى مثله في القبيح أو الاخلال بالواجب والاستغفار مع الاصرار على القبيح لا يصح ولا يجوز. وفي الآية تحضيض على التوبة والاقلاع من كل قبيح والانكار لتركها، وحث على الاستغفار { والله غفور رحيم } إِخبار منه تعالى أنه يستر الذنوب ويغفرها رحمة منه لعباده.