الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمَا ٱدْخُلُواْ عَلَيْهِمُ ٱلْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوۤاْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }

هذا إِخبار من الله تعالى عن رجلين من جملة النقباء الذين بعثهم موسى لتعرف خبر القوم. وقيل هما يوشع بن نون، وكالب، وقيل كلاب بن يوفنا، في قول ابن عباس ومجاهد والسدي وقتادة والربيع. وقال الضحاك: هما رجلان كانا في مدينة الجبارين وكانا على دين موسى (ع). وقوله: { من الذين يخافون } قال قتادة: يخافون الله - عز وجل - وقال أبو علي يخافون الجبارين أي لم يمنعهم الخوف من الجبارين أن قالوا الحق { أنعم الله عليهما } بالتوفيق للطاعة. وقال الحسن: أنعم الله عليهما بالاسلام. وكان سعيد بن جبير يقرأ { يخافون } بضم الياء. وروي تأويل ذلك عن ابن عباس: انهما كانا من الجبارين أنعم الله عليهما بالاسلام.

وقوله: { ادخلوا عليهم الباب فإذت دخلتموه فإنكم غالبون } اخبار عن قول الرجلين انهما قالا ذلك. وإنما صار الظفر بدخول باب مدينة الجبارين لما رأوا من رعبهم وما ألقى الله في قلوبهم من حكمة بأنه كتبها لهم، وما تقدم من وعد موسى (ع) إِياهم بأنهم إِن دخلوا الباب غلبوا.

وقوله { وعلى الله فتوكلوا إِن كنتم مؤمنين } معناه فتوكلوا على الله في نصره إِياكم على الجبارين إِن كنتم مؤمنين بالله، وبما آتاكم به رسوله من عنده.