الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يٰقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَـٰذِهِ ٱلأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِيۤ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ } * { أَمْ أَنَآ خَيْرٌ مِّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ } * { فَلَوْلاَ أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَآءَ مَعَهُ ٱلْمَلاَئِكَةُ مُقْتَرِنِينَ } * { فَٱسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ } * { فَلَمَّآ آسَفُونَا ٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ } * { فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِّلآخِرِينَ } * { وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ } * { وَقَالُوۤاْ ءَأَ ٰلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ } * { إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } * { وَلَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكُمْ مَّلاَئِكَةً فِي ٱلأَرْضِ يَخْلُفُونَ }

عشر آيات كوفي وشامي. واحدى عشرة في ما عداه، عدوا { مهين } ولم يعده الكوفيون والشاميون.

قرأ حفص عن عاصم { اسورة } بغير ألف. الباقون { أساورة } بألف. وقرأ حمزة والكسائي وخلف " سلفاً " بضم السين واللام. الباقون بفتحهما. فمن قرأ بالضم فيهما أراد جمع سليف أي جمع قد مضى من الناس. ومن قرأ " أسورة " أراد جمع سوار، وقال أبو عبيدة: وقد يكون أسوار جمع أسورة. ومن قرأ " سلفاً " بضم السين واللام جعله جمع سليف. وقال ابو علي: ويجوز أن يكون جمع (سلف) مثل أسد واسد، ووثن ووثن. ومن فتح فلأن (فَعَلا) جاء في حروف يراد بها الكثرة، فكأنه اسم من اسماء الجمع، كقولهم خادم وخدم. والفتح اكثر. وقد روي - بضم السين - وقرأ الكسائي ونافع وابن عامر " يصدون " بضم الصاد بمعنى يعرضون أي يعدلون. الباقون - بفتح الياء وكسر الصاد - بمعنى يضجون. وقيل: هما لغتان.

لما حكى الله تعالى عن قوم فرعون أنه حين كشف العذاب عنهم نكثوا عهدهم وعادوا إلى ما كانوا عليه من الكفر، نادى فرعون في قومه الذين اتبعوه على دينه، وقال لهم { يا قوم } على وجه التقرير لهم { أليس لي ملك مصر } أتصرف فيها كما أشاء لا يمنعني احد منه { وهذه الأنهار } كالنيل وغيرها { تجري من تحتي } أي من تحت أمري. وقيل: إنها كانت تجري تحت قصره، وهو مشرف عليها { أفلا تبصرون } أن ما ادعيه حق وأن ما يقوله موسى باطل. وقيل: قوله { من تحتي } معناه إن النيل كانت تجري منه أنهار تحت قصره. وقيل { من تحتي } من بين يديه لارتفاع سريره. ثم قال لهم فرعون { أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين } وقال قوم: معنى (أم) بل. فكانه قال: بل أنا خير من موسى، وقال قوم: مخرجها مخرج المنقطعة، وفيها معنى المعادلة لقوله { أفلا تبصرون } أم انتم بصراء، لأنهم لو قالوا نعم لكان بمنزلة قولهم انت خير. والاصل فى المعادلة على أي الحالين أنتم على حال البصر أم على حال خلافه. ولا يجوز ان يكون المعنى على أي الحالين أنتم على حال البصر أم حال غيرها فى أني خير من هذا الذي هو مهين، وإنما المعادلة تفصيل ما أجمله. وقيل له - ها هنا - بتقدير أنا خير من هذا الذي هو مهين أم هو إلا أنه ذكر بـ (أم) لاتصال الكلام بما قبله. وحكى الفراء (اما أنا) وهذا شاذ على انه جيد المعنى. والمهين الضعيف - في قول قتادة والسدي - وقيل: معناه فقير. وقيل يمتهن نفسه فى جميع ما يحتاج اليه ليس له من يكفيه، ولا يكاد يبين - وقال الزجاج للثة كانت فى لسانه.

السابقالتالي
2 3 4