الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ حـمۤ } * { عۤسۤقۤ } * { كَذَلِكَ يُوحِيۤ إِلَيْكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلعَظِيمُ } * { تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَٱلْمَلاَئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي ٱلأَرْضِ أَلاَ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ }

خمس آيات فى الكوفى وثلاث فى ما عداه عدّ الكوفيون { حم } وعدّوا { عسق } ولم يعده الباقون.

قال ابو عبد الله بن خالويه سألت ابن مجاهد، فقلت: إن القاف أبعد من الميم، فلم اظهر حمزة النون عند الميم في (طسم) ولم يظهرها عند القاف في (عسق) فقال والله ما فكرت في هذا قط، قال ابو عبد الله الحجة فى ذلك ان (طسم) اول سورة النمل ثم جاءت سورتان فيهما الميم، فبين ليعلم ان الميم زائدة على هجاء السين واتفق اهل الكوفة على ان لم يفردوا السين بين حرفين في الكلام هذا على الأصل. واما الحجة من جهة التخفي، فان النون تدغم في الميم وتخفى عند القاف والمخفي بمنزلة المظهر، فلما كره التشديد في (طسم) اظهروا لما كان المخفي بمنزلة الظاهر ولم يحتج إلى اظهار القاف، قال الفراء: ذكر عن ابن عباس انه قال (حمسق) بلا عين. وقال السين كل فرقة تكون. والقاف كل جماعة كانت، قال الفراء وكانت في بعض مصاحف عبد الله مثل ذلك. وقرأ ابن كثير وحده { يوحي إليك } بفتح الحاء على ما لم يسم فاعله، فعلى هذا يكون اسم الله مرتفعاً بمحذوف يدل عليه المذكور قال الشاعر:
ليبك يزيد ضارع لخصومة   ومختبط مما تطيح الطوائح
أي يبكيه ضارع، فيكون التقدير يوحى اليك يوحي الله. قال ابو علي: ذكر أن مثل هذه السورة أوحى إلى من تقدم من الأنبياء، فعلى هذا يكون التقدير يوحي اليك هذه السورة كما اوحى إلى الذين، وقال الزجاج، والفراء: يقال إن { حمعسق } اوحيت إلى كل نبي كما اوحيت إلى محمد صلى الله عليه وآله قال ابن عباس: وبها كان علي عليه السلام يعلم الفتن. وقرأ الباقون يوحي - بكسر الحاء - فيكون على هذا إسم الله مرتفعاً بأنه فاعل (يوحي) وقد قرىء شاذاً { نوحي } بالنون مع كسر الحاء فعلى هذا يحتمل رفع اسم الله لوجهين:

احدهما - ان يكون رفعاً بالابتداء.

والثاني - ان يكون مرتفعاً بفعل مقدر يدل عليه { يوحى } الأول، كما قلناه في من فتح الحاء. ويجوز أن يكون بدلا من الضمير. ويجوز أن يجعل اسم الله خبر ابتداء محذوف، وتقديره هو الله العزيز الحكيم. وقرأ ابو عمرو وعاصم فى رواية أبي بكر { يكاد } بالياء { ينفطرن } بالياء والنون، لأن تأنيث السموات غير حقيقي، وقد تقدم الفعل ولذلك أتت (يتفطرن) لما تأخر الفعل عن السموات وقرأ ابن كثير وابن عامر وحمزة في رواية حفص (تكاد) بالتاء لتأنيث السموات (وينفطرن) بالياء والنون لما قدمناه. وقرأ نافع والكسائي { يكاد } بالياء لما قلناه من ان التأنيث غير حقيقي { يتفطرن } بياء، وتاء و { يتفطرن } في معنى تنفطر وهو مضارع فطرته فتفطر وفطرته بالتخفيف فانفطر، ومعنى بتفطرن يتشققن.

السابقالتالي
2 3