الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءً فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَآءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً }

أخبر الله تعالى في هذه الآية عن هؤلاء المنافقين أنهم يودّون ويتمنون أن تكفروا أي تجحدوا وحدانية الله تعالى وتصديق نبيكم كما جحدوا، هم { فتكونون سواء } يعني مثلهم كفاراً تستوون أنتم، وهم في الكفر بالله، ثم نهاهم أن يتخذوا منهم أولياء، ويستنصحوهم، بل ينبغي أن يتهموهم، ولا ينتصحوهم، ولا يستنصروهم، ولا يتخذوا منهم ولياً ناصراً، ولا خليلا مصافياً { حتى يهاجروا في سبيل الله } ومعناه حتى يخرجوا من دار الشرك. ويفارقوا أهلها المشركين { في سبيل الله } يعني في ابتغاء دين الله. وهو سبيله، فيصيروا عند ذلك مثلكم، لهم ما لكم، وعليهم ما عليكم - وهو قول ابن عباس - ثم قال: { فإن تولوا } يعني هؤلاء المنافقين عن الاقرار بالله، ورسوله، وعن الهجرة من دار الشرك، ومفارقة أهله { فخذوهم } أيها المؤمنون { واقتلوهم حيث وجدتموهم } أي أصبتموهم من أرض الله.

{ ولا تتخذوا منهم ولياً ولا نصيراً } يعني ولا تتخذوا منهم خليلا ولا ولا ناصراً ينصركم على أعدائكم - وهو قول ابن عباس والسدي -.