الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ يَحْسُدُونَ ٱلنَّاسَ عَلَىٰ مَآ آتَٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَٰهِيمَ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُّلْكاً عَظِيماً }

المعنى:

المعني بقوله: { أم يحسدون الناس } قيل فيه ثلاثة أقوال:

أحدها - قال ابن عباس، ومجاهد، والضحاك، والسدي، وعكرمة: إنه النبي (صلى الله عليه وسلم)، وهو قول أبي جعفر (ع)، وزاد فيه وآله.

الثاني - قال قتادة: هم العرب: محمد (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه، لأنه قد جرى ذكرهم في قوله: { يقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً } ذكره الجبائي.

والفضل المذكور في الآية قيل فيه قولان:

أحدهما - قال الحسن، وقتادة، وابن جريج: النبوة. وهو قول أبي جعفر (ع) قال وفي آله الامامة.

الثاني - قال ابن عباس: والضحاك والسدي ما أباحه الله للنبي من نكاح تسعة.

اللغة:

والحسد تمني زوال النعمة عن صاحبها لما يلحق من المشقة في نيله لها، والغبطة: تمني مثل النعمة، لأجل السرور بها لصاحبها، ولهذا كان الحسد مذموماً والغبطة غير مذمومة. وقيل: إن الحسد من افراط البخل، لأن البخل مع النعمة، لمشقة بذلها. والحسد تمني زوالها لمشقة نيل صاحبها لها بالعمل فيها على المشقة بنيل النعمة. ثم قال { فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً } فما حسدوهم على ذلك فكيف حسدوا محمداً وآله ما أعطاهم الله إياه.

المعنى:

والملك المذكور في الآية ها هنا قيل فيه ثلاثة أقوال:

أحدها - قال ابن عباس: هو ملك سليمان، وبه قال عطية العوفي.

الثاني - قال السدي: هو ما أحل لداود من النساء تسع وتسعون امرأة، ولسليمان مئة لأن اليهود عابت النبي (صلى الله عليه وسلم) بكثرة النساء فبين الله ان ذلك وأكثر منه كان في آل ابراهيم.

الثالث - قال مجاهد، والحسن: إنه النبوة. وقال أبو جعفر (ع): انه الخلافة، من أطاعهم، أطاع الله ومن عصاهم عصى الله.