الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ ٱلإِنسَانُ ضَعِيفاً }

المعنى واللغة:

معنى قوله: { يريد الله أن يخفف عنكم } ها هنا أي في نكاح الاماء، لأن الانسان خلق ضعيفاً في أمر النساء، هذا قول مجاهد، وطاووس، وزيد. وأصل التخفيف خفة الوزن، والتخفيف على النفس بالتيسير، كخفة الحمل بخفة الوزن، ومنه الخفافة النعامة السريعة، لأنها تسرع أسراع الخفيف الحركة، والخفوف السرعة، ومنه الخف الملبوس لأنه يخف به التصرف، ومنه خفّ البعير. والمراد بالتخفيف ها هنا تسهل التكليف، بخلاف التصعب فيه، فتحليل نكاح الاماء تيسير بدلا من تصعيب، وكذلك جميع ما يسره الله لنا إحساناً منه إلينا، ولطفا بنا. فان قيل: هل يجوز التثقيل في التكليف، مع خلق الانسان ضعيفاً عن القيام به بدلا من التخفيف؟ قيل: نعم إذا أمكنه القيام به، وإن كان فيه مشقة، كما ثقل التكليف على بني اسرائيل في قتل أنفسهم، غير أن الله لطف بنا فكلمنا ما يقع به صلاحنا، بدلا من فسادنا. وفي الآية دلالة على فساد قول المجبرة: ان الله يكلف عباده ما لا يطيقون، لأن ذلك مناف لارادة التخفيف عنهم في التكليف، من حيث أنه غاية التثقيل. وقوله: { وخلق الإنسان ضعيفاً } أي يستميله هواه.