الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَن يَعْمَلْ سُوۤءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ ٱللَّهَ يَجِدِ ٱللَّهَ غَفُوراً رَّحِيماً }

[المعنى]:

المعنى من يعمل ذنباً، وهو السوء، أو يظلم نفسه باكتساب المعاصي التي يستحق بها العقوبة { ثم يستغفر الله } يعني يتوب اليه مما عمل من المعاصي، ويراجعه { يجد الله غفوراً رحيماً } ومعناه يعلمه ساتراً عليه ذنبه بصفحه له عن عقوبة جرمه { رحيماً } به.

واختلفوا فيمن عنى بهذه الاية، فقال قوم: عنى بها الخائنين الذين وصفهم في الآية الاولى.

وقال آخرون: عنى الذين كانوا يجادلون عن الخائنين. قال لهم: { ها أنتم جادلتم عنهم في الحياة الدنيا }. والاولى حمل الآية على عمومها في كل من عمل سوءاً أو ظلم نفسه، وان كان سبب نزولها فيمن تقدم ذكره من الخائنين أو المجادلين. وبه قال أكثر المفسرين: الطبري، والبلخي، والجبائي، وابن عباس، وعبد الله ابن معقل، وابو وائل، وغيرهم.