خمس آيات كوفي وثلاث فى ما عداه عد الكوفيون { من هاد } وعدوا { فسوف تعلمون } ولم يعده الباقون. قرأ حمزة والكسائي وخلف { بكاف عباده } على الجمع. الباقون بكاف عبده على التوحيد. من قرأ على التوحيد أراد النبي صلى الله عليه وآله لقوله { ويخوفونك } ومن جمع اراد النبي وسائر الانبياء، لأن أمة كل نبي خاطبوا نبيهم بمثل ذلك، كما قال تعالى مخبراً عن قوم هود{ إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء } وقرأ ابو عمرو والكسائي عن أبي بكر { كاشفات ضره.. ممسكات رحمته } منون فيهما. الباقون بالاضافة. فمن أضاف فللتخفيف. ومن نون، فلأنه غير واقع، واسم الفاعل إنما يعمل إذا كان لما يستقبل قوله{ وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد } على الحكاية. وقوله { أليس الله بكاف عبده } لفظه لفظ الاستفهام والمراد به التقرير يقرر عباده، فيقول: اليس الله الذي يكفي عبده كيد اعدائه ويصرف عنه شرهم، فمن وحد - اراد محمد صلى الله عليه وآله وهو قول السدي وابن زيد. ومن جمع - أراد انبيائه كـ (إبراهيم ولوط وشعيب). وقوله { ويخوفونك بالذين من دونه } خطاب للنبي صلى الله عليه وآله بأن الكفار يخوفونه بالأوثان التي كانوا يعبدونها - في قول قتادة والسدي وابن زيد - لأنهم قالوا له: أما تخاف ان تهلكك آلهتنا. وقيل: إنه لما قصد خالد لكسر العزى بأمر النبي صلى الله عليه وآله قالوا له ساداتها: إياك يا خالد إن بأسها شديد. ثم قال { ومن يضلل الله فما له من هاد } يحتمل معناه شيئين: احدهما - من أضله عن طريق الجنة بكفره ومعاصيه فليس له هاد يهديه اليها. والثاني - ان من حكم الله بضلالته وسماه ضالا إذا ضل هو عن الحق فليس له من يحكم بهدايته وتسميته هادياً. ثم عكس ذلك فقال { ومن يهدي الله فما له من مضل } وهو يحتمل امرين: احدهما - من يهديه الله إلى طريق الجنة فلا احد يضله عنها. والثاني - من يحكم بهدايته ويسميه هادياً فلا احد يمكنه ان يحكم بضلالته على الحقيقة. ثم قرر خلقه فقال { أليس الله بعزيز } اي قادر قاهر لا يقدر أحد على مغالبته { ذي إنتقام } من اعدائه والجاحدين لنعمته. ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله { ولئن سألتهم } يا محمد يعني هؤلاء الكفار { من خلق السماوات والأرض } وانشأها واخترعها وأوجدها بعد أن كانت معدومة { ليقولن الله } الفاعل لذلك، لأنهم لو أحالوا على غيره لبان كذبهم وافتراؤهم، لأنه لا يقدر على ذلك إلا القادر لنفسه الذي لا يعجزه شيء. ثم قال { قل } لهم { أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته } فمن اضاف لم يعمل اسم الفاعل.