الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفَّارُ } * { قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ } * { أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ } * { مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِٱلْمَلإِ ٱلأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ } * { إِن يُوحَىٰ إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }

قرأ ابو جعفر { إنما أنا نذير مبين } بكسر الهمزة. الباقون بفتحها.

لما وصف الله تعالى نفسه بأنه الواحد القهار وصفها ايضاً بأنه { رب السماوات والأرض } أي مالكهما ومدبرهما ومدبر ما بينهما { العزيز } الذي لا يغالب لسعة مقدوراته { الغفار } لذنوب عباده إذا تابوا.

ثم قال قل لهم يا محمد { هو نبأ عظيم } قال مجاهد والسدي يعني القرآن { هو نبأ عظيم } أي الخبر العظيم وقال الحسن: هو يوم القيامة.

ثم خاطب الكفار فقال { أنتم } معاشر الكفار { عنه معرضون } عن هذا النبأ العظيم لا تعلمون بما يوجب مثله من اجتناب المعاصي وفعل الطاعات.

ثم أمر نبيه صلى الله عليه وآله ان يقول أيضاً { ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون } يعني بالملأ الأعلى الملائكة اختصموا في آدم حين قيل: لهم { إني جاعل في الأرض خليفة } في قول ابن عباس وقتادة والسدي، فما علمت ما كانوا فيه إلا بوحي من الله تعالى. وقيل: كان اختصام الملائكة في ما كان طريقه الاجتهاد. وقيل: بل طريقه إستخراج الفائدة، ولا يجوز ان يختصموا في دفع الحق.

وقوله { إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين } قيل في معناه قولان:

احدهما - ليس يوحى إلى إلا لأني انا نذير مبين أي مخوف من المعاصي مظهر للحق.

الثاني - ليس يوحى اليّ إلا الانذار البين الواضح.