الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَئِنْ مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى ٱلله تُحْشَرُونَ }

اللغة، والاعراب،، والمعنى:

اللام في قوله: { ولئن متم أو قتلتم } يحتمل أمرين:

أحدهما - أن يكون خلفاً من القسم، ويكون اللام في قوله: { لإلى الله } جواباً كقولك: والله ان متم أو قتلتم لتحشرون إلى الله.

والثاني - أن تكون مؤكدة لما بعدها، كما تؤكد (ان) ما بعدها، وتكون الثانية جواباً لقسم محذوف، والنون مع لام القسم في فعل المضارع لابد منها، لأن القسم أحق بالتأكيد من كلما تدخله النون من جهة أن ذكر القسم دليل أنه من مواضع التأكيد فاذا جازت في غيره من الأمر، والنهي، والاستفهام، والعرض، والجزاء مع ما اذ كان ذكرالقسم قد أنبأ أنه من مواضع التأكيد، لزمت فيه، لأنه أحق بها من غيره. والفرق بين لام القسم ولام الابتداء: أن لام الابتداء تصرف الاسم إليه، فلا يعمل فيه ما قبلها نحو (قد علمت لزيد خير منك) (وقد علمت بأن زيداً ليقدم). وليس كذلك لام القسم، لأنها لا تدخل على الاسم، ولا تكسر لها لام (إن) نحو قد علمت ان زيداً ليقومن، ويلزمها النون في المستقبل. والفرق بين (أو) و (أم) أن (أم) استفهام، وفيها معادلة الالف نحو (أزيد في الدار أم عمرو) وليس ذلك في (أو) ولهذا اختلف الجواب فيهما، فكل في (أم) بالتعيين وفي (أو) بـ (نعم) أو (لا)

ومعنى الآية الحث على الجهاد وترك التقاعد. ويقال أن الله يحشر العباد ليجزي كل واحد على ما يستحقه: المحسن على احسانه والمسيء على اساءته سواء قتل أو مات كيف تصرفت به الحال.