الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُمْ شُهَدَآءُ إِلاَّ أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِٱللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ ٱلصَّادِقِينَ } * { وَٱلْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ ٱللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } * { وَيَدْرَؤُاْ عَنْهَا ٱلْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِٱللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } * { وَٱلْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ ٱللَّهِ عَلَيْهَآ إِن كَانَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } * { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ }

قرأ اهل الكوفة الا أبا بكر { فشهادة أحدهم أربع شهادات } برفع العين. الباقون بفتحها. وقرأ نافع ويعقوب { أن لعنة الله.... وأن غضب الله عليها } بتخفيف النون فيهما، وسكونها، ورفع { لعنة الله } وقرأ نافع { غضب الله } - بكسر الضاد وفتح الباء، ورفع الهاء - من اسم الله. وقرأ يعقوب - بفتح الضاد ورفع الباء وخفض الهاء - من اسم الله. الباقون بفتح الضاد ونصب الباء وخفض الهاء. وقرأ حفص { الخامسة أن غضب الله } بالنصب. الباقون بالرفع.

من رفع قوله { أربع } جعله خبر الابتداء، والابتداء { فشهادة أحدهم } قال أبو حاتم: من رفع فقد لحن، لان الشهادة واحدة، وقد أخبر عنها بجمع، فلا يجوز ذلك، كما لا يجوز (زيد أخوتك) وهذا خطأ، لان الشهادة، وإن كانت بلفظ الوحدة فمعناها الجمع، كقولك صلاتي خمس، وصومي شهر. وقال الزجاج: تقديره { فشهادة أحدهم } التي تدرؤ العذاب { أربع شهادات } ومن قرأ بالنصب جعله مفعولا به أي يشهد أربع شهادات. وقال ابو علي الفارسي: ينبغي أن يكون قوله { فشهادة أحدهم } مبنياً على ما يكون مبتدأ، وتقديره: فالحكم أو فالفرض ان يشهد أحدهم أربع شهادات، أو فعليهم أن يشهدوا، ويكون قوله { إنه لمن الكاذبين } على هذا من صلة { شهادة أحدهم } ، وتكون الجملة التي هي قوله { إنه لمن الصادقين } في موضع نصب، لان الشهادة كالعلم، والجملة في موضع نصب، بأنه مفعول به { وأربع شهادات } تنتصب انتصاب المصادر. ومن رفع { أربع شهادات } لم يكن قوله { إنه لمن الصادقين } إلا من صلة { شهادات } دون " شهادة " كما أن قوله { بالله } من صلة (شهادات) دون صلة { شهادة } لانك لو جعلته من صلة { شهادة } فصلت بين الصلة والموصول. ومن نصب { أربع شهادات } فقياسه ان ينصب { والخامسة } لانها شهادة، وإذا رفع { أربع شهادات } ونصب { الخامسة } قدر له فعلا ينصبها به، وتقديره ويشهد الخامسة. ومن رفع { أربع شهادات } ورفع { الخامسة } جعلها معطوفة عليه، وإذا نصب الخامسة، لم يجعلها معطوفة عليه وجعلها مفعولا، وقدر فعلا ينصبها به. وقال: ابو علي: قراءة نافع في تخفيف (ان) الوجه فيها أنها المخففة من الثقيلة، ولا تخفف في الكلام أبداً وبعدها اسم إلا ويراد إضمار القصة، ومثله قولهوآخر دعواهم أن الحمد لله } وانما خففت الثقيلة المفتوحة على اضمار القصة والحديث، ولم تكن المكسورة كذلك، لأن الثقيلة المفتوحة موصولة. ويستقبح النحويون قراءة نافع فى قوله { أن غضب الله } لان من شأن المخففة من الثقيلة ألا تلي فعلا إلا وفي الكلام عوض، كقولهألا يرجع } وقولهعلم أن سيكون } فان (لا) و (السين) عوض من الثقيلة. ووجه قراءة نافع انه قد جاء فى الدعاء ولفظه لفظ الخبر، وقد يجئ فى الشعر وإن لم يفصل بين (ان) وبين ما يدخل عليها من الفعل، فعلى قول نافع { لعنة الله } رفع بالابتداء و { غضب } فعل ماض، واسم الله رفع بفعله.

السابقالتالي
2