الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ قُلْنَا ٱدْخُلُواْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَٰيَٰكُمْ وَسَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ }

القراءة:

قرأ نافع واهل المدينة يغفر بضم الياء وفتح الفاء. الباقون بفتح النون، وكسر الفاء. وادغم الراء في اللام وما جاء منه. والآيه معطوفة على ما تقدم. فكأنه قال واذكروا اذ قلنا. ادخلوا والدخول والولوج والاقتحام نظائر والفرق بين الدخول والاقتحام ان الاقتحام دخول على صعوبة.

اللغة:

ونقيض الدخول: الخروج تقول: دخل يدخل دخولا. وادخله ادخالا. وتداخل تداخلا، واستدخل استدخالا، وداخله مداخلة. ويقال: في امره دخل أي فساد. دخل امره يدخل دخلا: أي فسد. ودخلت الدار وغيرها دخولا واوردت ابلي دخالا إذا اوردتها فادخلت بين كل بعيرين بعيراً ضعيفاً بعد ما ابتعر أو تشرب دون ريها. وفلان دخيل بني فلان: اذا كان من غيرهم. واطلعت فلانا على دخلة امري: اذا بثثته مكتومك. والدخل طائر صغير. وفلان حسن المدخل، أو قبيح المدخل: أي المذهب في الامور. وكل لحمة على عصب فهي دخلة. قال صاحب العين: فلان مدخول اذا كان في عقله دخل، أو في حسبه. والمدخول: المهزول الداخل في جوفه الهزال. والدخلة: بطانة الامير. يقال: فلان خبث الداخلة. وادخل في عار ويدخل فيه ونحو ذلك يصف شدة الدخول. ودخيل الرجل: الذي يداخله في اموره كلها فهو له دخيل. دخال والدخال: مداخلة المفاصل بعضها في بعض. والدخولة معروفة والدخل: صغار الطير امثال العصافير مأواها الغيران، وبطون الاودية تحت الشجر الملتف وجمعه دخاخيل. والانثى دخلة. واصل الباب: الدخول قال الرماني في حد الدخول: الانتقال إلى محيط. وقد يقال: دخل في الامر: كما يقال دخل في الدار تشبيهاً ومجازاً.

وقوله: { هذه القرية } إشارة إلى بيت المقدس ـ على قول قتادة، والربيع ابن أنس وقال السدي: هي قرية بيت المقدس: وقال ابن زيد: إنها أريحا قريب من بيت المقدس.

اللغة:

والقرية والبلدة والمدينه نظائر. قال ابو العباس: اصله الجمع: ومنه المقراة: الحوض الذي تسقى فيه الابل. سمي مقراة، لجمع الماء فيه. والمقراة: الجفنة التي يعد فيها الطعام للاضياف قال الشاعر:
عظام المقاري جارهم لا يفزّع   
ومنه قريت الضيف. ومنه قريت الماء في الحوض. ومنه قريت الشاة تقري وشاة قارية: إذا كانت تجمع الجرة في شدقها. وهو عيب عندهم شديد وكل ما قري فهو مقري: مثل المرقد كل ما رقدت فيه. والقري: المسيل الذي يحمل الماء إلى الروضة. وجمعه: قريان: كقضيب وقضبان قال الشاعر:
ماء قريّ حده قري   
قال ابن دريد: قريت الضيف أفريه قرى. وقريت الماء في الحوض أقريه قريا. وقرى البعير: جرته في شدقه قريا. والقرية: اشتقاقها من قرى البعير جرته: أى جمعها. والجمع قرى ـ على غير قياس ـ. وقال قوم من اهل اليمن: قرية: وقال صاحب العين: القرية والقيرية ـ لغتان ـ تقول: ما زلت استقري هذه الأرض قرية قرية.

السابقالتالي
2 3 4