الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَلْبِسُواْ ٱلْحَقَّ بِٱلْبَٰطِلِ وَتَكْتُمُواْ ٱلْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }

اللغة:

اللبس، والستر، والتغطية، والتعمية، نظائر. والفرق بين التعمية، والتغطية ان التعمية قد تكون بالنقصان والزيادة، والتغطية تكون بالزيادة وضد الستر: الكشف. وضد اللبس: الايضاح. يقال: لبس، لبساً. وألبَسه، إلباساً. والتبس، التباساً. وتلبَّس، تلبساً. ولبّسه، تلبيساً ولابَسه، ملابسةً. واللباس ما واريت به جسدك. ولِباس التقوى: الحياء والفعل: لبس، يلبس. واللبس: خلط الأمور بعضها ببعض. إذا التبست. واللبوس: الدروع. وكل شيء تحصنت به، فهو لبوس. قال الله تعالى:وعلمناه صنعة لبوسٍ لكم } قال الشاعر:
إلبس لكل حالة لبوسَها   إما نعيمها وإما بؤسها
وثوبٌ لبيس. وجمعه: ألبس. واللبسة: ضربٌ من اللباس. والفعل: لبس يلبس؛ لبساً، ولبسة واحدة. ويقال: لبست الأمر ألبسه: إذا عميته. ومنه قوله:وللبسنا عليهم ما يلبسون } ولابست الرجل ملابسةً: إذا عرفت دخلته. وفي فلان ملبس: إذا كان فيه مستمع. وفي أمره لبسة: أي ليس بواضح وأصل اللبس: الستر: قال الأخطل:
وقد لبست لهذا الدهر أعصره   حتى تجلل راسي الشيب فاشتعلا
والفرق بين اللبس، والاخفاء، والريب، والاشكال. أن الاخفاء يمكن أن يدرك معه المعنى. ولا يمكن إدراك المعنى مع اللبس. والريب معه تهمة المشكوك فيه. والاشكال قد يدرك معه المعنى، إلا أنه بصعوبة، لأجل التعقيد. وأسباب الالباس كثيرة: منها ـ الاشتراك. ومنها ـ الاختلاف. ومنها ـ الاختزال. وهو: حذف مقدمه وشرطه، أو ركنه. ومنها ـ الاختلاط، والبسط. وهو: المنع من إدراك الشيء، تشبيهاً بما يمنع من إدراكه بالستر والتغطية. ومنه قول النبي " صلى الله عليه وسلم " للحارث بن خوط: " يا حار، إنه ملبوس عليك. إن الحق لا يعرف بالرجال. إعرف الحق تعرف أهله ".

والبطلان، والفساد، والكذب، والزور، والبهتان، نظائر. وضد الحق: الباطل. يقال: بطل، بطولا وبطلا، وبطلاناً: إذا تلف. وأبطلته، إبطالا: إذا أتلفته. والبطل، والباطل، واحد. وبطل الرجل، بطولة إذا صار بطلا. ويقال: رجل بطل. ولا يقال: إمرأة بطلة. وبطل، بطالة: إذا هزل، وكان بطالا. والأ باطل: جمع إبطالة وأبطولة. والباطل: ضد الحق. وأبطلته: جعلته باطلا. وأبطل فلان: إذا جاء بباطل. والبطل: الشجاع الذي يبطل جراحاته، لا يكترث لها، ولا تكفه عن نجدته. وأصل الباطل، الخبر الكذب. ثم كثر حتى قيل لكل فاسد. ويقال: فعل باطل أي قبيح. وبناء باطل أي منتقض. وزرع باطل أي محترق تالف.

المعنى:

ومعنى لبسهم الحق بالباطل: أنهم آمنوا ببعض الكتاب، وكفروا ببعض، فخلطوا الحق بالباطل، لأنهم جحدوا صفة محمد " صلى الله عليه وسلم " فذلك الباطل، وأقروا بغيره مما في الكتاب على ما هو به، وذلك حق. وقال ابن عباس: لا تخلطوا الصدق بالكذب. وقال الحسن: كتموا صفة محمد " صلى الله عليه وسلم " ودينه، وهو الحق.

السابقالتالي
2 3