الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ يَٰبَنِي إِسْرَائِيلَ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ ٱلَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِيۤ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّٰيَ فَٱرْهَبُونِ }

{ يا } حرف نداء. { بني }: جمع ابن. والابن، والولد، والنسل، والذرية متقاربة المعاني. إلا أن الابن يقع على الذكر، والولد يقع على الذكر والانثى والنسل والذرية تقع على جميع ذلك. وأصله، من البناء وهو وضع الشيء على الشيء. والابن مبني على الأب تشبيهاً للبناء على الأصل، لأن الأب أصل والابن فرع. ويقال: تبنى تبنياً، وبنى بناءً، وابتنى ابتناءً، وباناه مباناة. والبنوة: مصدر الابن ـ وإن كان من البناء كما قالوا: الفتوة: مصدر الفتى. وثنوا الفتى: فتيان. ويقال: فلان ابن فلان، على التبني. ولا يطلق ذلك الا على ما كان من جنسه وشكله تشبيهاً بالابن الحقيقي. ولهذا لا يقولون: تبنى زيد حماراً، لما لم يكن من جنسه ولا تبنى شاب شيخاً لما لم يكن ذلك فيه. والفرق بين اتخاذ الابن وبين اتخاذ الخليل، أن اتخاذ الخليل، يكون به خليلاً على الحقيقة، لأن بالمحبة والاطلاع على الأسرار المهمة يكون خليلا على الحقيقة. وليس كذلك الابن. لأن البنوة في الحقيقة، إنما هي الولادة للابن.

و { بني } في موضع نصب، لأنه منادى مضاف.

و { إسرائيل } في موضع جر، لأنه مضاف إليه. وفتح، لأنه أعجمي لا ينصرف، لأن (إسرا) معناه: عبدو (ئيل) هو الله بالعبرانية فصار مثل عبدالله. وكذلك جبرائيل، وميكائيل. ومن حذف الألف من جبرائيل، حذفه للتعريب كما يلحق الاسماء التغيير إذا أعربت، فيلخصون حروفها على العربية.

وفي { إسرائيل } خمس لغات: حكى الأخفش: إسرال، بكسر الهمزة من غير ياء. وحكي: أسرال، بفتح الهمزة. ويقول بعضهم: إسريل، فيميلون. وحكى قطرب: سرال، من غير همز ولا ياء، واسراين، بالنون. والخامس ـ إسرايل، قراءة إلياس. وحمزة وحده مد بغير ألف.

المعنى:

وقال أكثر المفسرين: إن المعنى، يا بني إسرائيل، أحبار اليهود الذين كانوا بين ظهراني مهاجر رسول الله " صلى الله عليه وسلم ". وهو المحكي عن ابن عباس. وقال الجبائي: المعني به بنو إسرائيل من اليهود والنصارى. ونسبهم إلى الأب الأعلى، كما قال:يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد } اللغة:

قوله، { اذكروا }. فالذكر، والتنبيه، والتيقظ، نظائر. ونقيضه: التغافل يقال: ذكره يذكره ذكراً. وأذكره إذكاراً. واستذكره استذكاراً. وتذكره تذكراً. وذّكره تذكاراً. واذّكر اذكاراً. وقال صاحب العين: الذكر: الحفظ للشيء تذكره. تقول: هو مني على ذكر. والذكر: جري الشيء على لسانك. تقول: جرى منه ذكر. والذكر: الشرف، والصيت لقوله:وإنه لذكر لك ولقومك } والذكر: الكتاب الذي فيه تفصيل الدين وكل كتاب من كتب الأنبياء ذكر. والذكر: الصلاة، والدعاء. وقيل: كانت الأنبياء إذا حزنهم أمر فزعوا إلى الذكر أي الصلاة، يقومون فيصلون. وذكر الحق: هو الصك. والذكرى: هو اسم للتذكير. والذكر: ذكر الرجل معروف.

السابقالتالي
2 3