الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنْزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِٱلآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ }

القراءة

لا يمد القراء الألف من ما إلا حمزة فانه مدها، وقد لحن في ذلك. وكان يقف قبل الهمزة فيقرأ: وبالاخرة تسكيناً على اللام شيئاً ثم يبتدىء بالهمزة، وكذلك الارض وشيء يقطع عند الياء من شيء كأنه يقف ثم يهمز. وموضع (ما) خفض بالباء ويكره الوقف على (ما) لأن الألف حرف منقوص.

التفسير

وقال قتادة: { ما أنزل إليك } القرآن { وما أنزل من قبلك } الكتب الماضية، وقد بينا أن الأولى حمل الآيه على عمومها في المؤمنين، وذكرنا الخلاف فيه، والآخرة صفة الدار، فحذف الموصوف، قال الله تعالى:وإن الدار الآخرة لهي الحيوان } ووصفت بذلك لمصيرها آخرة لأولى قبلها كما يقال: جئت مرة بعد أخرى، ويجوز أن يكون سميت بذلك لتأخيرها عن الخلق، كما سميت الدنيا دنيا لدنوها من الخلق؛ وإيقانهم ما جحده المشركون من البعث والنشور والحساب والعقاب. وروي ذلك عن ابن عباس، والايقان بالشيء هو العلم به؛ وسمي يقينا لحصول القطع عليه وسكون النفس إليه.