الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ يَآءَادَمُ أَنبِئْهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّآ أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِيۤ أَعْلَمُ غَيْبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ }

اللغة:

روى الداحوني عن هشام: انبيهم ونبيهم، في الحج والقمر، فقلبت الهمزة وكسرت الهاء. وروى الزينبي من طريق المالكي والعطاء ـ كسر الهاء، وتحقيق الهمزة. الباقون بضم الهاء وتحقيق الهمزة. قال ابو علي: من ضم الهاء حملها على الأصل، لأن الأصل أن تكون هاء الضمير مضمومة: مثل قولهم: ضربهم وأنبأهم. وانما تكسر الهاء اذا وليها كسرة أو ياء نحو بهم وعليهم. ومع هذا يضمه قوم حملا على الأصل. ومن كسر الهاء التي قبلها همزة محففة، فانه اتبع كسرة الهاء الكسرة التى قبلها. واذا كان بينهما حاجز. كما قالوا: هذا المرء ومررت بالمرء فاتبعوا مع هذا الفصل. وحكي عن ابي زيد أنه قال: قال رجل من بكر بن وائل أخذت هذا منه ومنهما. وكسر الهاء في الادراج والوقف. وحكي عنه: لم أعرفه ولم أضربه ـ فكسر ـ، وقال لم اضربهما. فكسر الهاء مع الباء. ويحتمل أن يكون ما اعتد بالحاجز بين الكسرة والهاء لسكونها فكان الكسرة وليت الهاء.

ومعنى { انبئهم }: خطاب لآدم، يعني اخبر الملائكة، لأن الهاء كناية عنهم وموضعهم النصب.

{ بأسمائهم } يعني باسماء الذين عرضهم على الملائكة. والهاء والميم في اسمائهم كناية عن المرادين بقوله: { بأسماء هؤلاء }. وقد مضى بيانه.

وقوله: { وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون }. فالابداء والاعلان والاظهار بمعنى واحد. يقال: بدا وعلن وظهر. وضد الابداء الكتمان، وضد الاظهار الابطان وضد الاعلان الاسرار. يقال: بدا يبدو من الظهور. وبدأ يبدأ بداء بالهمز ـ بمعنى استأنف. قال صاحب العين: بدا الشيء يبدو بدوا: اذا ظهر. وبداله في الأمر: بدء وبداء ـ بالهمز ـ بمعنى استأنف. والبادية اسم الارض التي لا حضر فيها. واذا خرج الناس من الحضر إلى الصحراء والمرعى، يقال: بدوا بداً واسمه البدو ويقال اهل البدو، واهل الحضر. واصل الباب الظهور والخفاء نقيض الظهور وقال الرماني حد الظهور: الحصول على حقيقة يمكن أن تعلم بسهولة. والله ظاهر بادلته باطن عن احساس خلقه. وكل استدلال فانما هو ليظهر شيء بظهور غيره والكتمان: نقيض إعلان السر ونحوه. وناقة كتوم وهي التي لا ترعو اذا ركبها صاحبها أي لا تصيح. والكاتم من القسي: التي لا ترن اذا انتضيت.

الألف في قوله: { ألم أقل لكم } ألف تنبيه. كقول القائل: أما ترى اليوم ما اطيبه. لمن يعلم ذلك إلا أنك تريد أن تحضر ذهنه، وان ليس مثله ما يخفى عليه كقوله: { ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير } وحكي عن سيبويه: أما ترى أي برق ها هنا، وهي الف تنبيه اصلها الاستفهام ومن الناس من قال إن معناه التوبيخ، ومن لم يجز على الملائكة المعصية، منع من ذلك.

السابقالتالي
2 3