الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }

القراءة والنزول:

قرأ أبو عمرو. وحده { ترجعون } بفتح التاء الباقون بضمها. قال ابن عباس وعطية والسدي: هذه الآية آخر ما نزلت من القرآن. وقال جبريل (ع) ضعها في رأس الثمانين والمائتين من البقرة.

المعنى:

وقيل في معنى ترجعون فيه إلى الله قولان:

أحدهما - ترجعون فيه إلى جزاء الله. الثاني - ترجعون فيه إلى ملك الله لنفعكم وضركم دون غيره ممن كان ملكه إياه في دار الدنيا. وقوله { ثم توفى كل نفس ما كسبت } قيل فيه وجهان: أحدهما - توفى جزاء ما كسبت من الاعمال. الثاني - توفى بما كسبت من الثواب أو العقاب، لأن الكسب على وجهين: كسب العبد لفعله وكسبه لما ليس من فعله ككسبه المال وقوله: { وهم لا يظلمون } معناه لا ينقصون ما يستحقونه من الثواب ولا يزداد عليهم فيما يستحقونه من العقاب والآية تدل على أن الجزاء لا يكون إلا على الكسب لأنه لو كان خاصاً لجرى مجرى توفى كل نفس ما قالت وليس مفهومه كذلك لأنه عام فيما يجازي به العبد وموضع { ثم توفى كل نفس ما كسبت } نصب بانه عطف على صفة يوماً إلا أنه حذف منه فيه لدلالة الأول عليه.