الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ }

القراءة والمعنى:

قرأ يعقوب { ومن يؤت } - بكسر التاء - الباقون بالفتح قيل في معنى الحكمة في الآية وجوه قال ابن عباس وابن مسعود: هو علم القرآن ناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ومقدمه ومؤخره وحلاله وحرامه وأمثاله. وقال ابن زيد: هو علم الدين. وقال السدي: هو النبوة. وقال مجاهد الاصابة. وقال ابراهيم النخعي: الفهم. وقال الربيع: الخشية. وقال قوم: هو العلم الذي تعظم منفعته وتحل فائدته وهو جميع ما قالوه. وقال قتادة: والضحاك، وفي رواية عن مجاهد: هو القرآن، والفقه. وهو المروي عن أبي عبد الله (ع) وإنما قيل للعلم: حكمة لانه يمتنع به من القبيح لما فيه من الدعاء إلى الحسن، والزجر عن القبيح. وقال الجبائي: هو ما آتاه الله أنبياءه وأممهم من كتبه وآياته ودلالاتة التي يدلهم بها على معرفتهم به وبدينه وذلك تفضل منه يؤتيه من يشاء. وقوله: { وما يذّكر إلا أولوا الألباب } وكل مكلف ذو لب لأنه إنما يطلق عليهم هذه الصفة لما فيها من المدحة فلذلك عقد التذكر بهم وهم الذين يستعملون ما توجبه عقولهم من طاعة الله في كل ما أمر به ودعا إليه و { يؤت } جزم بـ (من) والجواب { فقد أوتي خيراً كثيراً } ومن قرأ يؤت بكسر التاء على ما روي عن يعقوب ذهب إلى أن معناه ومن يؤته الحكمة، وإنما حذف الهاء في الصلة ويكون (من) على هذا المعنى { الذي } لا معنى الجزاء.