المعنى: قيل في المعني بهذه الآية قولان: أحدهما - قال ابن عباس: إنه كل منافق. والثاني - قال السدي: إنه الأخنس بن شريق، والاتقاء طلب السلامة بما يحجز من المخافة، واتقاء الله إنما هو اتقاء عذابه. وقوله: { أخذته العزة } قيل في معناه قولان: أحدهما - قال الحسن أخذته العزة الى الاثم، كما تقول: أخذت فلاناً بأن يفعل: أي دعوته الى أن يفعل. ومعنى قوله: { وإذا قيل له اتقِ الله أخذته العزة بالأثم } هو الاشعار بالدليل على نفاقه، لفضيحته بذلك عند المؤمنين - على ما قاله قتادة -، ويجوز أن يكون الذمّ له على تلك الحال القبيحة. وقوله: { ولبئس المهاد } الوطأ. فان قيل: كيف قيل لجهنم مهاد. قلنا عنه جوابان: أحدهما - قال الحسن: معناه القرار ها هنا، والقرار كالوطأ في الثبوت عليه. الثاني - لأنها بدل من المهاد كما قال تعالى:{ فبشرهم بعذاب أليم } لأنه موضع البشرى بالنعيم على جهة البدل منه. اللغة: والمهاد في اللغة: الوطأ من كل شيء تقول: مهدت الفراش تمهيداً، وكل شيء وطأته فقد مهدته، وتمهد الشيء: إذا يوطأ، وكذلك امتهد امتهاداً، ومهد الصبي معروف، وجمع المهاد، مُهد، وثلاثة أمهدة{ والأرض مهاداً } لاجل التوطأة للنوم، والقيام عليها، وأصل الباب التوطأة. والأخذ: ضد الاعطاء. والعزة: القوة التي يمتنع بها من الذلة. المعنى: فمعنى الآية: أن هذا المنافق الذي نعتّه لك بأنه يعجبك قوله في الحياة الدنيا { إذا قيل له اتق الله } في سعيك في الأرض بالفساد وإهلاك الحرث والنسل، دخلته عزة وحمية، فقال تعالى: فكفاه عقوبة من ضلاله أن يصلى نار جهنم، فانها بئس المهاد لمن يصلاها.