الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ }

الاعراب:

{ أولئك } رفع بالابتداء وخبره لهم نصيب. ومعناه أولئك لهم نصيب من كسبهم باستحقاقهم الثواب عليه.

اللغة:

والنصيب: الحظ، وجمعه أنصباء وأنصبة. وحدّ النصيب الجزء الذي يختص به البعض من خير أو شر.

والكسب: الفعل الذي يجتلب به نفع أو يدفع به ضرر. وتقول: نصب ينصب نصباً، ونصب نصباً من التعب، وأنصبنى هذا إنصاباً. وانتصب الشيء انتصاباً. وناصبه العداوة مناصبة. والنصب إقامتك الشيء. والنصب: الرفع. نصب القوم السير: إذا رفعوه. وكل شيء رفعته، فقد نصبته، ومنه نصب الحرف، لأن الصوت يرفع فيه الى الغار الأعلى. والنصب بتغير الحال من مرض أو تعب. والنصب: جمع أنصاب وهي حجارة كانت تنصب في الجاهلية، ويطاف بها، ويتقرب عندها وهي التي ذكرها الله تعالى في قوله:وما ذبح على النصب } وقال:والأنصاب والأزلام } وأنصاب الحرم حدوده، وهى حجارة تنصب، ليعرف بها الحرم. ونصاب السكين، وغيره معروف، وفلان في نصاب صدق: في حسب ثابت. والنصبة: السارية. والمنصب الذي ينصب عليه القدور. وكل شيء استقبلت به شيئاً، فقد نصبته. وأصل الباب القيام.

وقوله تعالى: { والله سريع الحساب } يعنى في العدل من غير حاجة الى خط ولا عقد، لأنه (عز وجل) عالم به. وإنما يحاسب العبد مظاهرة في العدل، وإحالة على ما يوجبه الفعل من خير أو شر. والسرعة هو العمل القصير المدة. وتقول: سرع سرعة، وأسرع في المشي إسراعاً، وسارع اليه مسارعة، وتسرّع تسرّعاً، وتسارع تسارعاً، وأقبل فلان في سرعان قومه أي في أوائلهم المتسرعين. واليسروع: دويبة تكون في الرمل. وأصل الباب: السرعة.

وتقول من الحساب: حسب الحساب يحسبه حسباً، وحسب الشيء حسباناً، وحاسبه محاسبة، وحساباً، وتحاسبوا تحاسباً، واحتسب احتساباً، وأحسبني من العطاء إحساباً، أي كفانيعطاء حساباً } أي كافياً. والحسبان سهام صغار. وقيل منهويرسل عليها حسباناً من السماء } وقيل عذاباً. والمحسبة وسادة من أدم. والمحسبة غبرة مثل كدرة. وحسب الرجل مآثر آبائه. وأفعل ذلك بحسب ما أوليتنى. وحسبي أي يكفينييرزق من يشاء بغير حساب } أي بغير تضييقوالشمس والقمر بحسبان } أي قدّر لهما مواقيت معلومة لا يعدونها. والتحسيب: دفن الميت يجب الحجارة وأصل الباب: الحساب، والحسبان: الظن؛ لأنه كالحساب في الاعتداد به، والعمل به على بعض الوجوه. وروي عن علي (ع) أنه قال: معناه إنه يحاسب الخلق دفعة كما يرزقهم دفعة.