القراءة: قرأ أبو بكر عن عاصم { ولتكملوا } بتشديد الميم. الباقون بتخفيفها. قال أبو العباس: أكملت وكمّلت بمعنى واحد إلا أن في التشديد مبالغة. ومن قرأ بالتخفيف فلقوله{ اليوم أكملت لكم دينكم } اللغة: الشهر: معروف، وجمعه: الأشهر. والشهور والشهرة: ظهور الأمر في شنعة. وشهرت الحديث أظهرته. وشهر فلان سيفه: اذا انتضاه. والمشهر: الذي أتى عليه شهر. وأشهرت المرأة: اذا دخلت في شهر ولادتها. وأتان شهيرة: أي عريضة ضخمة. والمشاهرة: المعاملة شهراً بشهر. وسمى الشهر شهراً، لاشتهاره بالهلال. فأصل الباب الظهور. وقال ابن دريد: الرمض: شدة وقع الشمس على الرمل وغيره، والأرض رمضاء. ورمض يومنا رمضاً: اذا اشتد حرّه. ورمضان من هذا اشتقاقه، لأنهم سمّوا الشهور بالازمنة التي فيها، فوافق رمضان أيام رمض الحر، وقد جمعوا رمضان، رمضانات. قال صاحب العين: والرمض حرقة غيظ تقول: أرمضني هذا الأمر، ورمضت له. والرمض: مطر يكون قبل الخريف. وأصل الباب شدة الحر. الاعراب: وشهر رمضان رفع لأحد ثلاثة أشياء: أولها - أن يكون خبر ابتداء محذوف يدل عليه { أياماً معدودات } وتقديره هي شهر رمضان. الثاني - على ما لم يُسم فاعله، ويكون بدلا من الصيام، وتقديره { كتب عليكم الصيام } { شهر رمضان }. الثالث - أن يكون مبتدأ وخبره { الذي أنزل فيه القرآن } ويجوز في العربية شهر رمضان بالنصب من وجهين: أحدهما - صوموا شهر رمضان. والآخر - على البدل من أيام. المعنى: وقوله { أنزل فيه القرآن } قيل في معناه قولان: أحدهما - قال ابن عباس، وسعيد بن جبير، والحسن: إن الله تعالى أنزل جميع القرآن في ليلة القدر إلى السماء الدنيا، ثم أنزل على النبي (صلى الله عليه وسلم) بعد ذلك نجوماً. وهو المروي عن أبي عبدالله (ع). والثاني - أنه ابتداء إنزاله في ليلة القدر من شهر رمضان. فان قيل كيف يجوز أنزاله كله في ليلة، وفيه الاخبار عما كان، ولا يصلح ذلك قبل أن يكون؟ قلنا: يجوز ذلك في مثل قوله:{ ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة } وقوله:{ لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذا أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين } على اذا كان وقت كذا أنزل { لقد نصركم الله } كما قال تعالى{ ونادى أصحاب الجنة } أي إذا كان يوم القيامة { نادى أصحاب الجنة أصحاب النار }. الاعراب: وقوله تعالى: { هدى للناس } موضعه نصب على الحال، كأنه قال: أنزل فيه القرآن هادياً للناس. ولا يحتمل سواه، لقوله { وبينات من الهدى }. اللغة: والقرآن إشتقاقه قرأ يقرأ قراءة، وأقرأه إقراء وقال صاحب العين: رجل قارء: أي عابد ناسك، وفعله التقري والقراءة، وأقرأت المرأة: اذا حاضت.