القراءة: قرأ نافع وابن عامر، وأبو جعفر من طريق النهرواني " ولو ترى " بالتاء. الباقون بالياء. وقرأ أبوجعفر، ويعقوب " إن القوة لله، وإن الله " بكسر الهمزة فيهما. الباقون بفتحهما. وقرأ ابن عامر وحده " إذ يرون " بضم الياء. والباقون بفتحها. اللغة: الانداد، والامثال، والاشباه نظائر، والانداد واحدها ندّ. وقيل الاضداد. وأصل النّد المثل المناوي والمراد به هنا قال قتادة، والربيع، ومجاهد، وابن زيد. وأكثر المفسرين آلهتهم التي كانوا يعبدونها. وقال السدي: رؤساؤهم الذين يطيعونهم طاعة الارباب من الرجال. وقوله تعالى { يحبونهم } فالمحبة هي الارادة إلا ان فيها حذفاً، وليس ذلك في الارادة فاذا قلت: أحب زيداً معناه أريد منافعه أو مدحه، وإذا أحب الله تعالى عبداً فمعناه أنه يريد ثوابه وتعظيمه، وإذا قال: أحب الله معناه أريد طاعته واتباع أوامره، ولا يقال: أريد زيداً، ولا أريد الله ولا إن الله يريد المؤمن، فاعتيد الحذف في المحبة، ولم يعتد في الارادة. وفي الناس من قال: المحبة ليست من جنس الارادة، بل هي من جنس ميل الطبع، كما تقولون: أحب ولدي أي يميل طبعي اليه وذلك مجاز، بدلالة أنهم يقولون: أحببت أن أفعل بمعنى أردت أن أفعل. وضدّ الحب البغض. وتقول: أحبه حبّا، وتحبب تحبباً، وحببه تحبيباً، وتحابا تحاباً. والمحبة: الحب. والحب واحده حبة من بر، أو شعير، أو عنب. أو ما أشبه ذلك. والحبة بزور البقل. وحبة القلب ثمرته. والحب: الجرة الضخمة. والحب القرط من حبة واحدة. وحباب الماء: فقاقيعه. والحباب الحبة. وأحب البعير إحباباً: إذا برك، فلا يثور، كالحران في الخيل، قال أبوعبيدة: ومنه قوله تعالى{ أحببت حب الخير عن ذكر أبي } أي لصقت بالأرض لحب الخير، حتى تأتيني الصلاة. وأصل الباب: الحب ضد البغض. المعنى: وقوله: { كحب الله } قيل في هذه الاضافة ثلاثة أقوال: أحدها - كحبكم الله. والثاني - كحبهم الله. والثالث - كحب الله الواجب عليهم لا الواقع منهم، كما قال الشاعر:
فلستُ مسلماً ما دمت حياً
على زيد بتسليم الأمير
أي مثل تسليمي على الامير. فان قيل: كيف يحب المشرك - الذي لا يعرف الله - شيئاً كحبه لله؟ قلنا من قال: إن الكفار يعرفون الله قال: كحبه لله. ومن قال: هم لا يعرفون الله - على ما يقوله أصحاب الموافاة - قال: معناه كحب المؤمنين لله أو كالحب الواجب عليهم. وقوله تعالى: { والذين آمنوا أشد حباً لله } قيل في معناه قولان: أحدهما - { أشد حبّاً لله } للاخلاص له من الاشراك به. والثاني - لانهم عبدوا من يملك الضر والنفع، والثواب، والعقاب، فهم أشد حباً لله بذلك ممن عبد الأوثان.