الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَللَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }

اللغة:

المشرق والشرق: اسمان لمطلع الشمس، والمغرب، والغرب: اسمان لغربها. يقال: شرق شروقا، واشرق إشراقا، وتشرق تشريقاً. والمشرقان والمغربان: مشرقا الشتاء والصيف، ومغرباهما. والمشارق مطالع الشمس في كل يوم حتى تعود إلى المشرق الاول في الحول. وشرقت الشمس: اذا طلت، واشرقت: اذا اضاءت. وتقول: لا افعل ذلك ماذر شارق: أي ما طلع قرن الشمس. وشرق يشرق شرقاً: اذا اغتص. وقال عدي بن زيد:
لو بغير الماء حلقي شرق   كنت كالغصان بالماء اعتصاري
والمشرقة حيث يقعد المشرق في وجه الشمس. قال الشاعر:
تحبين الطلاق وأنت عندي   بعيش مثل مشرقة الشتاء
وشرق الثوب بالصبغ: اذا احمر واشتدت حمرته، ولطمه فشرق الدم في عينه: اذا احمرت. وتقول: اشرورقت عينه، واغرورقت. وناقة شرقاء: اذا شقت أذنها بنصفين طولا، وكذلك الشاة. وأيام التشريق أيام مشرق اللحم في الظل. وقال صاحب العين: كانوا يشرقون اللحم تلك الايام في الشمس. وقوله:فأخذتهم الصيحة مشرقين } أي حيث طلعت عليهم الشمس. والشرق طائر من الطيور الصوائد. مثل الصقر، والشاهين وقال الشاعر:
قد اغتدى والصبح ذو بريق   بملحَم احمر سو ذنيق
أجدل أو شرق من الشروق   
وكل شيء طلع من الشمس يقال: شرق يشرق. وفي الحديث: " لا تشريق إلا في مصر، ومسجد جامع " ، أي لا صلاة عيد، لانها وقت طلوع الشمس. واصل الباب الطلوع. والمغرب والمغيب نظائر. تقول: غرب يغرب غروبا، واغترب اغترابا واستغرب استغرابا، وغرّب تغريباً. وسمي الغراب غراباً لبعده ونفوره وانه أشد الطيور خوفا وأصل الباب الحد والتباعد حتى بلغ النهاية. ومن هذا مغرب الشمس. والرجل الغريب المتباعد. وشطت غربة النوى أي بعد المتنائي: وهو أبعد البعد. وغرب السيف والسهم: حدّه سمي بذلك، لانه يمضي فلا يرد، فهو مأخوذ من الابعاد. ويقال لموضع الرداء: غارب. وقولهم للدابة: مغرب: اذا ابيضت حدقته، واهدابه. شبيه بابيضاض الشمس عند الغروب. وقولك للرجل: أغرُب معناه أبعد. وثوبي غربي: اذا لم تستحكم حمرته. مأخوذ من الدابة الغرب. وتقول: اصابه حجر غرب: اذا أتاه من حيث لا يدري. وأتاه حجر غرب: اذا رمى غيره فاصابه. ويقال: إقطع غرب لسان فلان عني: أي اقطع حدة لسانه. وناقة ذات غرب، أي حدة الغرب. والغرب: الدمع الحار الفاسد. وقال الكميت:
أبى غرب عينيك إلا انهمالا   
وجمعه غروب. والغرب دلو ضخم يتخذ من جلد تام. والغرب: ما قطر من الماء من الدلاء من الحوض، والبئر ويقال: اغرب الحوض: اذا سال من جوانبه وفاض والغرب: جنس من الشجر خارج عن حد ما يحمل بحمل، أو طيب ريح، أو صلابة. وغاية مغربة: أي بعيدة. والغرب: الفضة. وقيل: انه جام من فضة. وقيل: انه الذهب. قال الشاعر:

السابقالتالي
2 3