قرأ ابن عامر واهل الكوفة، وابو بكر والاعشى إلا يحيى والعليمي " مرفقاً " بفتح الميم وكسر الفاء. الباقون - بكسر الميم وفتح الفاء - وقرأ ابن عامر ويعقوب (تزور) - بتخفيف الزاي وتسكينها وتشديد الراء من غير ألف - وقرأ أهل الكوفة بتخفيف الزاي والف بعدها وتخفيف الراء. الباقون كذلك إلا أنهم شددوا الزاي. وقرأ أهل الحجاز " لمليت " بتشديد اللام. الباقون بتخفيفها وبالهمز. قال ابو عبيدة: المرفق ما ارتفقت به وبعضهم يقول: المرفق. فأما في اليدين فهو (مرفق) بكسر الميم وفتح الفاء، وهو قول الكسائي، واجاز الفراء الفتح أيضاً. وقال ابو زيد يقال: رفق الله عليك أهون المرفق والرفق. قال ابو علي: ما حكاه أبو زيد في { المرفق } فانه جعله مصدراً، لأنه جعله كالرفق، وكان القياس الفتح لانه من (يرفق) لكنه كقوله{ مرجعكم }{ ويسألونك عن المحيض } وقال ابو الحسن: { مرفقاً } أي شيئاً يرتفقون به مثل المقطع. و { مرفقاً } جعله اسماً مثل المسجد أو يكون لغة يعنى في اسم المصدر مثل المطلع ونحوه. ولو كان على القياس لفتحت اللام. وقال الحسن ايضاً: مرفق - بكسر الميم وفتحها - لغتان لا فرق بينهما انما هما اسمان مثل المسجد والمطبخ. ومن قرأ " تزورّ " فانه مثل تحمر وتصفر، ومعناه تعدل وتميل قال عنترة:
فازور من وقع القنا بلبانه
وشكى الي بعبرة وتحمحم
وقرأ عاصم والجحدري " تزوار " مثل تحمار وتصفار. ومن قرأ " تزاور " أراد تتزاور فأدغم التاء في الراء. ومن خفف اراد ذلك، وحَذَفَ إحدى التائين وهي الثانية مثل تساقط، وتساقط، وتظاهرون، وتظاهرون. قال أبو الزحف:
ودون ليلى بلد سمهدر
جدب المندى عن هوانا ازور
يقال: هو أزور عن كذا أي مائل. وفى فلان زور أي عوج، والزور - بسكون الواو - هو المصدر، ومثله الجوشن، والكلكل، والكلكال، كل ذلك يراد به المصدر وقال ابو الحسن: قراءة ابن عامر " تزور " لا توضع في ذا المعنى، انما يقال: هو مزور عني أي منقبض. وقال ابو علي: يدل على أن (ازور) بمعنى انقبض - كما قال ابو الحسن - قول الشاعر:
وأزور من وقع بلبانه
والذي حسّن القراءة به قول جرير:
عسفن على الاداعس من مهيل
وفى الاظغان عن طلح ازورار
فظاهر استعمال هذا (الاظغان) مثل استعماله في { الشمس }. ويقال: ملئ فلان وعياً وفزعاً، فهو مملؤ، وملي، فهو مملي - بالتشديد، للتكثير من ملأت الاناء فهو ملآن، وامتلأ الحوض يمتلئ امتلاءاً، وقولهم: تمليت طويلا، وعانقت حبيباً، ومت شهيداً، وابليت جديداً، فهو غير مهموز. قال ابو الحسن: الخفيفة أجود في كلام العرب، لانهم يقولون ملأته رعباً، فلا يكادون يعرفون (ملأتني).