الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ ٱلأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعاً } * { وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ٱسْكُنُواْ ٱلأَرْضَ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً }

قوله { فأراد } يعني فرعون { أن يستفزهم } يعني موسى وبني اسرائيل { من الأرض } أي يخرجهم منها بالنفي والقتل والازعاج كرهاً، من أرض مصر. وأصله القطع بشدة، فزّز الثوب إِذا قطعه بشدة تخريق.

فأخبر الله تعالى إِنا أغرقناه عند ذلك في البحر، { ومن معه } من جنده وأتباعه ونجينا بني اسرائيل مع موسى (ع) وقلنا لهم من بعد هلاك فرعون { اسكنوا الأرض } يعني أرض الشام، { فإِذا جاء وعد الآخرة } يعني يوم القيامة وهي الكرة الآخرة { جئنا بكم لفيفاً } أي حشرناكم إِلى أرض القيامة، مختلطين من كل قوم ومن كل قبيلة، قد التف بعضكم على بعض لا تتعارفون، ولا ينحاز منكم أحد إِلى قبيلة، ومن ذلك قولهم: لففت الجيوش إِذا ضربت بعضها ببعض فاختلط الجميع، وكل شيء اختلط بشيء فقد لف به، وقال مجاهد: معناه جئنا بكم من كل قوم. وقال قتادة: جئنا بكم أجمع أولكم وآخركم، وهو قول ابن عباس ومجاهد - في رواية - والضحاك. و (لفيف) مصدر تقول لففته لفاً ولفيفاً، فلذلك أخبر به عن الجميع ولفيفاً نصب على الحال.