الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا رَأى ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ شُرَكَآءَهُمْ قَالُواْ رَبَّنَا هَـٰؤُلآءِ شُرَكَآؤُنَا ٱلَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوْا مِن دُونِكَ فَألْقَوْا إِلَيْهِمُ ٱلْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ } * { وَأَلْقَوْاْ إِلَىٰ ٱللَّهِ يَوْمَئِذٍ ٱلسَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } * { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ ٱلْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ }

يقول الله تعالى مخبراً عن حال المشركين والكفار في الآخرة وأنهم إِذا رأوا شركاءهم الذين كانوا يعبدونهم من دون الله. وقيل انما سموا { شركاءهم } لأمرين:

احدهما - لانهم جعلوا لهم نصيباً في أموالهم.

الثاني - لانهم جعلوهم شركاء في العبادة.

ومعنى قوله { هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوا من دونك } اعتراف منهم على انفسهم بأنهم كانوا يشركون مع الله غيره في العبادة.

وقوله { فألقوا إليهم القول إِنكم لكاذبون } قيل في معناه قولان:

احدهما - ألقى المعبودون القول { إنكم لكاذبون } في أنا نستحق العبادة.

والثاني - { إنكم لكاذبون } في قولكم إِنا دعوناكم الى العبادة.

وقيل: انكم لكاذبون بقولكم إِنا آلهة.

وإِلقاء المعنى الى النفس إِظهاره لها، حتى تدركه متميزاً من غيره، فهؤلاء ألقوا القول حتى فهموا عنهم انهم كاذبون.

وقوله { وألقوا إلى الله يومئذ السلم } معناه استسلموا بالذل لحكم الله - في قول قتادة - { وضل عنهم ما كانوا يفترون } اي يضل ما كانوا يأملونه ويقدرون من ان آلهتهم تشفع لهم. ثم أخبر تعالى ان الذين يكفرون بالله ويجحدون وحدانيته، ويكذبون رسله، ويصدون غيرهم عن اتباع الحق الذي هو سبيل الله { زدناهم عذاباً فوق العذاب }. قال ابن مسعود: أفاعي وعقارب النار لها أنياب كالنخل الطوال جزاءاً { بما كانوا يفسدون } في الارض.