الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ شَيْئاً وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } * { فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ ٱلأَمْثَالَ إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }

اخبر الله تعالى عن هؤلاء الكفار الذين وصفهم بأنهم يجحدون نعم الله، بأنهم يوجّهون عبادتهم من دون الله إِلى { ما لا يملك لهم رزقاً } أي لا يقدر عليه، يعني بها الأصنام التي لا تقدر لهم على نعمة، ولا على ما يستحق به العبادة، ولا على رزق يرزقونهم من السموات والأرض، ولا يستطيعون شيئاً مما ذكرنا. ويتركون عبادة من يقدر على جميع ذلك ويفعله بهم، ورزق السماء الغيث الذي يأتي من جهتها، ورزق الأرض النبات والثمار التي تخرج منها.

وقوله { فلا تضربوا لله الأمثال } معناه لا تجعلوا لله الأشباه والأمثال في العبادة فإِنه لا شبه له ولا مثيل، ولا أحد يستحق معه العبادة، وذلك في اتخاذهم الأصنام آلهة، ذكره ابن عباس وقتادة.

وقوله { شيئاً } نصب على أحد وجهين:

أَحدهما - أن يكون بدلا من { رزقاً } والمعنى ما لا يملك لهم رزقاً قليلاً، ولا كثيراً.

والثاني - أن يكون منصوباً بـ { رزقاً } كما قالأو إِطعام في يوم ذي مسغبة يتيماً } كأنه قال لا يملك لهم رزق شيء.

وقوله { إن الله يعلم } أي يعلم أنه لا تحق العبادة إِلا له { وأنتم لا تعلمون } ذلك بل تجهلونه، ولكن يجب عليكم أن تنظروا لتعلموا صحة ما قلناه.