الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي ٱلْرِّزْقِ فَمَا ٱلَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَآءٌ أَفَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ }

قرأ أبو بكر عن عاصم { تجحدون } بالتاء على معنى: قل لهم يا محمد أمن أجل ما انعم الله عليكم، أشرتم وبطرتم وجحدتم. وقرأ الباقون بالياء.

وبّخهم الله تعالى على جحودهم نعمه، فيقول الله تعالى لخلقه، بأنه فضل بعضهم على بعض في الرزق، لانه خلق فيهم غنيّاً وفقيراً وقادراً وعاجزاً، وفضل بني آدم على سائر الحيوان في لذيذ المأكل، والمشرب، وجعل بعضهم مالكاً لبعض، وبعضهم رّقاً مملوكا.

وقوله { فما الذين فضلوا برآدّي رزقهم على ما ملكت أيمانهم } قيل في معناه قولان:

احدهما - انهم لا يشركون عبيدهم في اموالهم وازواجهم حتى يكونوا فيه سواء، لانهم لا يرضون بذلك لانفسهم، وهم يشركون عبيدي في ملكي وسلطاني ويوجهون العبادة والقربات اليهم، مثل قربهم الى الله تعالى. ذكره ابن عباس وقتادة ومجاهد.

الثاني - انهم سواء في أني رزقت الجميع، وأنه لا يمكن احد أن يرزق عبيده إِلا برزقي إِياه، أفبهذه النعم التي عددتها وذكرتها { يجحدون } هؤلاء الكفا ر.