الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَآ أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } * { وَٱللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ ٱلْسَّمَآءِ مَآءً فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ }

يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم إِنَّا { ما أنزلنا عليك الكتاب } يعني القرآن { إِلا } وأردنا منك ان تبين { لهم } وتكشف لهم { الذي اختلفوا فيه } من دلالة التوحيد والعدل وصدق الرسل وما أوجبت فيه من الحلال والحرام { وهدى ورحمة } اي أنزلته هدى ودلالة على الحق لقوم يؤمنون. { وهدى ورحمة } نصب على انه مفعول له، ويجوز ان يكون رفعا على الابتداء، وانما اضافه الى المؤمنين خاصة لانتفاعهم بذلك، وان كان دليلا وحجة للجميع، كما قال في موضع آخرهدى للمتقين } وقالإنما أنت منذر من يخشاها } وان انذر من لم يخشاها.

ثم اخبر تعالى على وجه، مَنّ نعمه على خلقه، فقال { والله } المستحق للعبادة هو الذي { أنزل من السماء ماء } يعني غيثاً ومطراً { فأحيا به } يعني بذلك الماء { الأرض بعد موتها } اي احياها بالنبات بعد جدوبها وقحطها، ففي ذلك اعظم دلالة واجل آية { لقوم يسمعون } ذلك ويفكرون فيه ويعتبرون به.