الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَآ أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }

قرأ الكسائي وابن عباس { فيكون } نصباً. الباقون رفعا. فمن نصب جعله عطفا على { أن نقول... فيكون } ولا يجوز ان يكون نصبا على جواب الأمر لأن ما ينتصب لأجل جواب الأمر هو ما يكون فعلان، ويجب الثاني من اجل الاول، كقولك ائتني فأكرمك فالاكرام يجب من اجل الاتيان، وليس كذلك في لآية، لانه انما هو فعل واحد أمر، واخبر انه يكون، ولذلك اجمع القراء على رفع الذي في آل عمران في قولهإن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون } وقد أجاز الزجاج النصب على ان يكون جواباً، وهو غلط. من رفع اراد أن يقول له كن، فانه يكون.

وقيل في معنى الآية قولان:

احدهما - انه بمنزلة قوله { كن } في انه يكون منا من غير كلفة ولا معاناة.

والثاني - ان قول { كن } علامة للملائكة تدلهم على انه سيحدث كذا وكذا عند سماعه.