الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلاۤ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذٰلِكَ فَعَلَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى ٱلرُّسُلِ إِلاَّ ٱلْبَلاغُ ٱلْمُبِينُ }

حكى الله تعالى عن المشركين مع الله إِلهاً آخر ومعبودا سواه أنهم قالوا { لو شاء الله } اي لو أراد الله لم نكن نعبد شيئاً من دونه، من الاصنام والاوثان، لا { نحن ولا أباؤنا ولا حرمنا } من قبل نفوسنا شيئا، بل اراد الله ذلك منا، فلذلك فعلنا، كما يقول المجبرة الضلال، فكذبهم الله وانكر عليهم، وقال مثل ذلك فعل الذين من قبلهم، من الكفار الضلال كذبو رسل الله، وجحدوا انبياءه ثم عذر انبيائه، فقال { هل على الرسل إِلا البلاغ } الظاهر اي ليس عليهم إِلا ذلك. وفي ذلك ابطال مذهب المجبرة، لأن الله انكر عليهم قولهم إِنه { لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء } ومثل هذه الآية التي في الانعام وقد بيناها مستوفاة.