قرأ نافع وعاصم وابو عمرو { يشركون } بالياء. وقرأ ابن عامر وابن كثير مثل ذلك. وقرأ حمزة والكسائي بالتاء. من قرأ بالتاء، فلقوله { فلا تستعجلوه } فرد الخطاب الثاني الى الأول. ومن قرأ بالياء قال لان الله أنزل القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم فقال محمد تنزيها لله { سبحانه وتعالى عما يشركون }. وقرأ سعيد بن جبير { أتى أمر الله، فلا تستعجلوه }. وروي عن عباس انه قال: المشركون قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ائتنا بعذاب الله ان كنت من الصادقين، فقال الله تعالى { أتى أمر الله فلا تستعجلوه } وانما قال { أتى أمر الله } ولم يقل يأتي، لان الله تعالى قرّب الساعة، فجعلها كلمح البصر، فقال{ وما أمر الساعة إِلاَّ كلمح البصر أو هو أقرب } وقال{ اقتربت الساعة } وكل ما هو آت قريب، فعبر بلفظ الماضي ليكون أبلغ في الموعظة، وإِن كان قوله { فلا تستعجلوه } يدل على أنه في معنى يأتي، وأمر الله يراد به العذاب - في قول الحسن وابن جريح وغيرهما - وقال الضحاك: معناه فرائضه واحكامه. وقال الجبائي: امره القيامة والأول أصح، لانهم استعجلوا عذابه دون غيره. والتسبيح في اللغة ينقسم أربعة أقسام: احدها - التنزيه مثل قوله{ سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً } وقال الشاعر:
أقول لما جاءني فخره
سبحان من علقمة الفاخر
والثاني - معنى الاستثناء كقوله{ لولا تسبحون } أي هلا تستثنون. والثالث - الصلاة كقوله{ فلولا أنه كان من المسبحين } والرابع - النور، جاء في الحديث (فلولا سبحان وجهه) أي نوره ومعنى { تعالى }: تعاظم بأعلى صفات المدح عن ان يكون له شريك في العبادة، وجميع صفات النقص منتفية عنه.