الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّ ٱلسَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَٱصْفَحِ ٱلصَّفْحَ ٱلْجَمِيلَ } * { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلْخَلاَّقُ ٱلْعَلِيمُ }

وجه اتصال هذه بما تقدم ذكره هو ان الامم لما خالفوا الحق أهلكوا، لان الله ما خلق { السماوات والأرض إِلا بالحق } وعلى { إن الساعة آتية } للجزاء وأن جمع ما خلق يرجع الى عالم به وبتدبيره. وقيل: ما أهلكناهم إِلا بالحق كما خلقنا السموات والارض بالحق، فأخبر تعالى انه لم يخلق السموات والارض إِلا بالحق، ولوجه من وجوه الحكمة، وان الساعة، وهي يوم القيامة لآتية جائية بلا شك. ثم امر نبيه صلى الله عليه وسلم ان يصفح بمعنى يعفو عنهم عفواً جميلاً. واختلفوا في كونه منسوخاً:

فقال قتادة، ومجاهد، والضحاك: إِنه منسوخ بوجوب الجهاد والقتال، وكان الصفح قبل ذلك.

وقال الحسن: هذا فيما بينه وبينهم، لا في ما امر به من جهة جهادهم.

وقال الجبائي: أمره بأن يحلم عنهم فيما كانوا يسفهون عليه من شتمه، وسفاهتهم عليه، فلا يقابلهم بمثله.

ثم اخبر تعالى انه الخلاق لما ذكر من السموات والارض، عليهم بما فيه من المصلحة لعباده ووجه الحكمة فيه.