الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ }

اخبر الله تعالى ان هؤلاء الكفار الذين تقدم ذكرهم يقولون هلا انزل على محمد آية يقترحونها مثل ما حكى الله عنهم من نحو تفجير الانهار بحيث سألوا سقي البلاد ونقل جبال مكة عن اماكنها لتتسع على أهلها وإنزال كتاب من السماء الى الارض يقرؤن فيه الأمور التي دعاهم اليها، فقال الله تعالى له ليس أمر الآيات اليك إنما أمرها الى الله ينزلها على ما يعلمه من مصالح العباد و { إنما أنت منذر } اي معلم لهم على وجه التخويف لهم معاصي الله وعقابه، { ولكل قوم هاد } يهديهم الى الحق. وللناس في معناه خمسة اقوال:

احدها - روي عن ابن عباس بخلاف فيه ان الهادي هو الداعي الى الحق.

والثاني - قال مجاهد وقتادة وابن زيد: انه نبي كل أمة.

الثالث - في رواية اخرى عن ابن عباس وسعيد بن جبير ورواية عن مجاهد والضحاك: ان الهادي هو الله.

الرابع - قال الحسن وقتادة في رواية وأبو الضحى وعكرمة: انه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو اختيار الجبائي.

والخامس - ما روي عن ابي جعفر، وأبي عبد الله (ع) إن الهادي هو امام كل عصر، معصوم يؤمن عليه الغلط وتعمد الباطل.

وروى الطبري باسناده عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت { إنما أنت منذر ولكل قوم هاد } وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره، وقال " انا المنذر { ولكل قوم هاد } وأومأ بيده الى منكب علي (ع)، فقال انت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون من بعدي ".