الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ لِلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ ٱلْحُسْنَىٰ وَٱلَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ سُوۤءُ ٱلْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ }

أخبر الله تعالى في هذه الآية ان الذين يجيبون دعاء الله الى طريق التوحيد والعمل بشريعته وتصديق نبيه ويطلبون مرضاته في فعل ما دعاهم اليه، لهم الحسني، وهي المنفعة العظمى في الحسن، وقال المفسرون: أراد بالحسنى الجنة والخلود في نعيمها. وان الذين لم يجيبوا دعاءه ولم يقرّوا بنبيه ولم يعملوا بما دعاهم اليه { لو أن لهم ما في الأرض جميعاً } ملكاً لهم ويضيفوا اليه مثله في الكثرة لافتدوا بجميع ذلك أنفسهم من عذاب النار وطلبوا به الخلاص منه، لو قبل ذلك منهم. والافتداء جعل أحد الشيئين بدلاً من الآخر على وجه الاتقاء به، فهؤلاء لا يقيهم من عذاب الله شيء - نعوذ بالله منه - ثم أخبر تعالى ان لهؤلاء سوء الحساب.

وقيل في معناه قولان:

قال ابراهيم النخعي: ان سوء الحساب هو مؤاخذة العبد بذنبه لا يغفر له شيء منه.

وقال الجبائي: معناه واخذه به على وجه التوبيخ والتقريع. والحساب إحصاء ما على العبد وله، يقال: حاسبته حساباً ومحاسبة، وحسبه يحسبه حسباً وحسباناً.

وقوله { ومأواهم جهنم وبئس المهاد } فالمهاد الفراش الذي يوّطأ لصاحبه، وانما قيل لجهنم: مهاد أي هي موضع المهاد لهم.