الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ يٰأَبَانَا ٱسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَآ إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ }

في الكلام حذف, لان تقديره إن اخوة يوسف وصلوا إلى أبيهم بعد ان جاء البشير وألقوا قميصه على وجهه ورد الله بصره عليه، فلما رأوه قالوا له { يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا } أي سل الله تعالى ان يستر علينا ذنوبنا، ولا يعاقبنا عليها، فانّا { كنّا خاطئين } فيما فعلناه بيوسف.

ومتى قيل: كيف سألوه الاستغفار مع انهم كانوا تابوا والتوبة تسقط العقاب؟

قلنا أما على مذهبنا فلان التوبة لا تسقط العقاب وجوباً، وانما يسقطه الله تعالى عندها تفضلا. وأما على مذهب مخالفنا، فانهم سألوه ذلك، لأجل المظلمة المتعلقة بصفح المظلوم، وسؤال صاحبه ان لا يأخذ بظلمه، لا بد انه توبة خاصة منه ووجه آخر، وهو ان يبلغه منزلة بدعائه يصير بمنزلة عالية لمكان سؤاله.