الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ }

هذا حكاية ما قال يعقوب لبنيه حين قالوا له ما تقدم ذكره، فإنه قال { بل سولت لكم أنفسكم } وقال قتادة معناه بل زيّنت. وقال غيره: معناه سهّلت. والتسويل حديث النفس بما تطمع فيه، ومنه السؤل، والمنى، ويقال اعطاك الله سؤلك، فكأنه قال هذا من تقدير النفس فيما تطمع ان يكون. ثم اخبر يعقوب، فقال { صبر جميل } اي شأني او أمري صبر جميل، فعلى هذا يكون واقع بأنه خبر الابتداء. ويجوز ان يكون ابتداء، وخبره محذوف، وتقديره فصبر جميل امثل من غيره، والصبر حبس النفس عما تنازع اليه مما لا يجوز. والصابر على هذا الوجه من صفات المدح، والجميل معناه - ها هنا - ما يتقبله العقل، وقد يسمى ما يتقبله الطبع بأنه جميل.

وقوله { عسى الله أن يأتيني بهم جميعاً } يعني روبيل وابن يامين ويوسف { إنه هو العليم الحكيم } معناه - ها هنا - انه عليم بحسرتي على فقد اولادي وصدق ما يقولونه من كذبه، انه الحكيم في تدبيره بخلقه، عسى ان يأتيني بهم اجمع.