الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ يٰأَبَانَا مَا نَبْغِي هَـٰذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذٰلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ }

أخبر الله تعالى عن اخوة يوسف أنهم لما فتحوا متاعهم، والمتاع مبيع التجار مما يصلح للاستمتاع، فالطعام متاع والبر متاع وأثاث البيت متاع، والمراد به ها هنا أوعية الطعام { وجدوا بضاعتهم ردت إليهم } اي اصابوا بضاعتهم التي كانوا وزنوها بشري الطعام قد جعلت في وسط امتعتهم، فلما رأوا ذلك { قالوا يا أبانا ما نبغي } وقيل في معناه قولان:

احدهما - قال قتادة: ما نطلب؟ على وجه الاستفهام.

والثاني - قال الجبائي: ما نبغي: فيما أخبرناك به عن ملك مصر ليس بالكذب. ودليله ان هذه بضاعتنا ردت الينا، واجاز الفراء، والزجاج كلا الوجهين، وقولهم { ونمير أهلنا } اي نجلب لهم الميرة، والميرة الاطعمة التي تحمل من بلد الى بلد يقال: ماره يميره ميراً اذا حمل له الطعام الى بلده قال الشاعر:
بعثتك مائراً فمكثت حولاً   متى يأتي غياثك من تغيث
وقوله { ونزداد كيل بعير } اي ويعطينا فضل كيل بعير، لمكان أخينا { ذلك كيل يسير } وقيل في معناه قولان:

احدهما - قال الجبائي: ان ذلك كيل قليل، لا يكفينا نحتاج ان نضيف اليه كيل بعير اخينا.

الثاني - قال الحسن: ان ذلك متيسر على من يكيل لنا، واليسر إتيان الخير بغير مشقة، وضده العسر. وكذلك اليسير والعسير.