الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ ٱجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَآ إِذَا ٱنْقَلَبُوۤاْ إِلَىٰ أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }

قرأ اهل الكوفة إلا أبا بكر { لفتيانه } الباقون { لفتيته } قال ابو الحسن كلام العرب قل: لفتيانك، وما فعل فتيانك, وان كانوا ايضاً في أدنى العدد إلا ان يقولوا: ثلاثة وأربعة.

اخبر الله تعالى عن يوسف انه أمر فتيانه بأن يجعلوا بضاعتهم في رحالهم. و (الفتى) الشاب القوي، وجمعه فتية وفتيان. وقال قتادة: كانوا غلمانه. وقال غيره: كانوا مماليكه. و (البضاعة): قطعة من المال التي للتجارة. و (الرحال) جمع رحل وهوالشيء المعد للرحيل من وعاء المتاع او مركب من مراكب الجمال، وجمعه في القليل ارحل وفي الكثير رحال. وانما جعل بضاعتهم في رحالهم، ليقوي دواعيهم في الرجوع اليه اذا رأوا إكرامه اياهم، ورد بضاعتهم اليهم مع جدوب الزمان وشدته. ويجوز ان يكون جعلها في رحالهم ليرجعوا اليه متعرّفين عن سبب ردها. وقال قوم معناه ليعلموا اني لست اطلب أخاهم للرغبة في مالهم.

وقوله { لعلهم يعرفونها } معناه لكي يعرفونها، وانما قال (لعل) لأنه جوز أن تشتبه عليهم، فيمسكوا فيها { إذا انقلبوا } أي اذا رجعوا الى اهليهم { لعلهم يرجعون } اي لكي يرجعوا، واللاَّم لام الغرض، وانما اتى بـ (لعل) لانه جوز أن لا يعودوا.