الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُوۤاْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ ٱلأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ }

هذا حكاية ما أجاب به الملأ الملك حين سألهم عن تعبير رؤياه ولم يعرفوا معناها، قالوا: { أضغاث أحلام } أي هذه الرؤيا أضغاث أحلام، والاضغاث جمع ضغث، قال قوم: هو الحزمة من الحشيش، والبقل، وغيره. وقال آخرون: هو خلط قش المد، وهو غير متشاكل، ولا متلائم، فشبهوا به تخليط المنام، ونفوا ان يكونوا عالمين بمثل ذلك. وقال قتادة: هي اخلاط أحلام. وقال ابن مقبل:
خود كان فراشها وضعت به   اضغاث ريحان عداه شمال
وقال آخر:
يحمي ذمار جنين قل مانعه   طاوٍ لضغث الخلا في البطن ممتكن
وقال آخر:
واستقل مني هذه قدر بطنها   والقيت صغثاً من خلاً متطيب
والاحلام جمع حلم، وهو الرؤيا في النوم، وقد يقال: جاء بالحلم أي الشيء الكثير، كأنه جاء بما لا يرى إلا في النوم لكثرته. والحلم: الاناة، حلم حلماً: إذا كان ذا أناة وإمهال. والحلم ضد الطيش. ومنهإن إبراهيم لحليم أواه منيب } والحليم: من له ما يصح به الأناة دون الخرق والعجلة. والله الحليم، الكريم، و (الحلم) بضم اللام ما يرى في المنام، لانها حال أناة وسكون ودعة تقول: حلم يحلم حلماً - بسكون اللام - اذا اردت المصدر، والحلمة رأس الثدي، لأنها، تحلم الطفل، والحلام الجدي الذي قد حلمه الرضاع، ثم كثر حتى قيل لكل جدي.