الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلْمَلِكُ إِنِّيۤ أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّءْيَا تَعْبُرُونَ }

حكى الله تعالى في هذه الآية: إِن الملك الذي كان يوسف في حبسه، وكان ملك مصر فيما روي، قال إِنه رأى في المنام { سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف } يعنى مهازيل { وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات } ثم أقبل على قومه، فقال { يا أيها الملأ } اي يا ايها الاشراف والعظماء الذين يرجع اليهم { أفتوني في رؤياي إن كنتم } تعبرون الرؤيا، وتدعون العلم بتأويلها، والملك القادر الواسع المقدور الذي اليه السياسة والتدبير.

والرؤيا تخيل النفس للمعنى في المنام حتى كأنه يرى، ويجوز فيها الهمزة وتركها. والبقرات جمع بقرة والسمن زيادة في البدن من الشحم واللحم وهو على الشحم أغلب، والعجف يبس الهزال يقال: عجف يعجف عجفاً، فهو أعجف. والانثى عجفاء، والجمع عجاف، وسنبلات جمع سنبل، والعبارة: نقل معنى التأويل الى نفس السائل بالتفسير، وهي من عبور النهر وغيره، ومنه المعبر والعبّارة، وإنما دخلت اللام في قوله { للرؤيا } مع أن الفعل يتعدى بنفسه، لانه إذا تقدم المفعول ضعف عمله، فجاز إدخال حرف الاضافة لهذه العلة، ولا يجوز يعبرون للرؤيا، لأنه في قوة عمله.