الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِيۤ أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ ٱلذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ }

قرأ الكسائي وخلف في اختياره، وابو جعفر وورش والاعشى واليزيدي في الادراج إلا سجادة، ومدين من طريق عبد السلام " الذّيب " بتخفيف الهمزة في المواضع الثلاثة. الباقون بالهمزة. والهمز وترك الهمز لغتان مشهورتان قال ابو علي: والاصل فيه الهمزة، فان خفف جاز، وان وقع في مكان الردف قلب قلباً كما قال الشاعر:
كأن مكان الردف منه على رال   
فقلب الهمزة الفاً.

أخبر الله تعالى حكاية عن يعقوب انه قال حين طلب اخوة يوسف انفاذ يوسف معهم، واحتيالهم في ذلك. واشفق من ذلك، قال { إني ليحزنني } اي يؤلم قلبي. يقال حزّنتك وأحزنتك لغتان، والحزن ألم القلب بفراق المحب ويعظم اذا كان فراقه الى ما يبغض { أن تذهبوا به } اي ليحزنني اذهابكم به، والذهاب والمرور والانطلاق نظائر وبيّن انه يخاف عليه الذئب ان يأكله لان الذئاب كانت ضارية في ذلك الوقت. والذئب سبع معروف، واشتقاقه من تذاءب الريح اذا جاءت من كل جهة، فالذئب يختل بالحيلة من كل وجه.

وقوله { وأنتم عنه غافلون } جملة في موضع الحال وتقديره اخاف ان يأكله الذئب في حال كونكم ساهين عنه، والخوف والفزع والقلق نظائر ونقيضه الأمن.